أولوية المصالح الدولية على إرادة الشعوب واستغلال الفراغ السياسي المحيط

عندما يهرف أحد رموز وعسعس باب اليمن ممن كانت لهم بصمات ومشاركات فعالة في استباحة الجنوب أرضا وانسانا طيلة سنوات عجاف بكلمات وجمل تصف وتعبر زيفا عن مدى حزنة ويبدي حينها خالص اعتذاره واسفه عما اقترفه أبناء جلدته من أخطاء جسيمة لاتغتفر بحق الجنوب .

ويهرف قائلا بكل وقاحة وخبث مبطن ان يحق للجنوبين الخلاص واعلان وانتزاع دولتهم فان ذلك أيها السادة يعد ضربا من الجنون وهو في الأصل عكس ما يهرطق به من كلمات في العادة زائفة لاتعنون بالانهزام كما يترجمها الكثير منا .

بل تصنف برسائل غير مباشرة لابناء قومه مفادها ان لا استمرار أو نجاح وحضور وثقل لهم بالحياة بذهاب أرض يقتاتون منها ويعيشون من خيرها خاصة وان المملكة السعودية استوعبت دروسا قيمة من سياسة عصابات باب اليمن .

لذا من الطبيعي ان تقوم باغلاق كل سبل التعاون والرفد تجاه بلادهم أرضا وانسانا باستثناء بعض المجالات كالتربية والاعلام والرياضة والصحة تماشيا لاهدافها السياسية لاغير لذا لاسبيل لعصابات صنعاء الا خيارين لاثالث لهما :

1- بقاء الحال على ماهو عليه دون اكتراث لاي ثوابت وطنية .
2- انتاج صراع داخلي في الجنوب لايدع لأي طرف كان انتاج تسوية سياسية لاتتناغم مع بقاء مصالحهم في أرض الجنوب ، واتحدث هنا عن مشروع الأقاليم والخروج عن المشهد السياسي وافراغ مراكز قواهم من أي حضور بالسلطة .
اعتقد جازما ان الاطراف في صنعاء ستسعى جاهدة أكثر من الجنوبين أنفسهم لقبول ان تكون اليمن دولة بمسمى سياسي واحد واقليمين جنوبي + شمالي .

كي يتسنى للقوى التي في الشمال باعادة رصف صفوفها وتماثل بيتها العسكري للشفاء وابرام اتفاقيات تعاون مشتركة شكلية زائفة مع الولايات الامريكية بلباس اقتصادي صحي منظمي موضوعة في الأساس عسكري .

مع الاعلان عن الغاء أي علاقة أو شراكة أوتعاون مع طهران كشرط ستضعه دول التعاون الخليجي وسيكون من الأولويات في ارساء وقبول تلك التسوية المبطنة في ذهاليز وأزقة صنعاء القديمة التي ستسعى جاهدة بدعم امريكي بخلق وانتاج صراع في داخل الجنوب قد يستمر لسنوات كي يتم استنزاف الجنوب بكل اريحية دون معوقات وفي الاخص محافظتي شبوة وحضرموت الجنوبيتين .

وكما كان علية الوضع سابقا بحماية عسكرية لجنرالات صنعاء كتأمين لمواقع الحقول والابار النفطية وميناء بلحاف المسخر لنهب مليارات اللترات المكعبة من الغاز المسال التي تقوم بنهبة دول العالم الكبرى المهيمنة وكذا بقاء واستمرار عمل شركات جنرالات ومشائخ صنعاء النفطية الخدمية وزيادة أرباحها ضعف ماكانت عليه من قبل .

مع منح السعودية ايضا حق التنقيب بالجزء الشمالي من أراضي الربع الخالي الذي امتنع عبدربه منصور قبل أعوام من التوقيع لمنح الحق للسعودية في التنقيب بباطن تلك الرقعة ، ومنح الامارات الاستمرار بتعطيل وتوقف موانئ عدن بسبب انتاج ذلك الصراع في أرض الجنوب واستمرار نمو وازدهار ميناء دبي دون منافسة فعلية وتدفق شركات النقل العالمية التجارية البحرية العملاقة صوب ميناء دبي بشكل متزايد يرفد خزينتها بمليارت الدولارات سنويا .

للأسف اننا مقبلين على استراتيجية سياسية خبيثة قد تنفد في القريب العاجل ونحن مازلنا نرى الوطن بقطعة قماش نزين بها أسقف منازلنا وسيارتنا وأعالي الهضاب والمباني الحكومية ونرى اننا قد قطفنا ثمار ثورتنا ونضالنا وحققنا أهدافنا ومانسعى اليه دون ان نعي ان هناك تضحيات جسام قدمت قربانا لهذه الأرض الخاوية من أي عقول سياسية تفقه فنون اللعب السياسي وتصل بنا لبر الأمان .

وقفة مع أنفسكم لتتأملوا المصير القادم لأرض الجنوب ان صح ماقمنا به من استطلاع نابع عن قراءة وتحليل لفترة خاملة للعين المجردة ساخنة في غرف ودهاليز دول أصحاب القرار الأول دوليا .

مقالات الكاتب