بعد مضي خمس سنوات من بناء الثقة مع الرياض

سياسة  السعودية و بعدها الديبلوماسي، يفتقران  لرؤية استراتيجية، و هي سياسة تعتمد على الهيمنة وتحويل أصدقائها  خصوصافي جنوب اليمن إلى أدوات تسخرها لتحقيق أهدافها العسكرية و الديبلوماسية، و ليست هناك أي  ضمانات لتعهداتها و وعودها.

لذلك في خضم هذا الموقف الغامض الذي يفتقر إلى الوضوح من قبل القيادة السياسية السعودية، يحق للرأي العام الجنوبي و العربي بل و الإسلامي أن يتساءل هل رهان الخمس سنوات الماضية كافية  للإقتناع أن وضع الثقة في ما يسمى بالتحالف العربي الذي يهيمن على قراراته النظام السعودي ، أضحى دون  جدوى، و دون أي آفاق لتحقيق المطلب المشروع للشعب الجنوبي  في استعادة دولته؟

هل الانتقالي أعد أو بصدد إعداد خطة لمواجهة السلوك السلبي للرياض،و بالتالي الإعتماد على الذات و البحث عن تحالفات جديدة للحد من من معانات الشعب الجنوبي التي طال أمدها، و  يتأخر مسلسل فك الإرتباط كمرحلة في اتجاه استعادة الحنوبيين لدولتهم؟

هاته التساؤلات و غيرها تطرح نفسها بحدة بعد  مضي خمس سنوات و نيف على التضحيات الجسيمة التي قدمها الجنوبيون في سبيل بناء الثقة مع الرياض، غير أن هاته الأخيرة  ترى في تضحيات الحنوبيين في ساحة الوغى مجرد عمل مقابل أجر، متجاهلة القضية الأساس في أزمة اليمن و المتعلقة بمستقبل الجنوب و أهله.

إذن بعد مضي خمس سنوات، انكشف الغطاء،واتضحت ألاعيب الرياض ، وهي لا تعدو أن تكون استمرار ا للعداء و الجفاء الذي طغى على مواقف الرياض تجاه الجنوب منذ استقلاله، و لا  يزال مستمرا.

الوضع شديد التوتر، و المجلس الإنتقالي الجنوبي لا يزال في موقع المواجهة مع الشرعية و الاصلاح و حركة الاخوان المسلمين والى   حدود مع  الحوتي،  تظل العقبة الرئيسية تتجلى في الرياض التي أخفقت في  حسم المعارك لصالحها ضد الحوتي،و فشلت في إنجاح اتفاقية الرياض،غير أنها نجحت  بامتياز في تعقيد الاوضاع في اليمن وفقدان الثقة مع الشعب الجنوبي الذي يتطلع الى السلم و السلام.

لا تستطيع أية قوة إزاحة الجنوبيين من أرضهم، و هذا  أمر مستحيل، و سينتصر الجنوبيون لأنهم أصحاب حق.

مقالات الكاتب