إعلامي مغربي

ملف الصحراء .. الحكم الذاتي سلاح ذو حدين

في غياب أي تطور إيجابي لقضية الصحراء يتساءل المرء : ماذا أعد المغرب للحكم الذاتي الموسع في منطقة الصحراء؟وًما هو مصير المفاوضات مع جبهة البوليساريو في ضوء الموقف الثابت للجزائر الرافض لاي حل سياسي؟

إن التطورات التي عرفها العالم منذ انهيار المعسكر الاشتراكي ، قد بلورت مناخا سياسيا جديدا جعل مفهوم تقرير المصير الخارجي للاقليات متجاوزا، و أصبح التركيز فيه على جانبه الداخلي من خلال إقامة بنيات ديموقراطية داخلية، و احترام مبدإ حقوق الانسان للاقليات، و بناء الثقة بين الحكومة المركزية وًحكومة الحكم الذاتي، إضافة الى استغلال الموارد الطبيعية لمنطقة الحكم الذاتي من قبل ساكنتها

لن يعرف مشروع الحكم الذاتي الموسع و المقترح من قبل الدولة المغربية طريقه الى النجاح  و الاستمرارية إلا  إذا قام المغرب بجميع مكوناته بتحصين جبهته الداخلية من خلال ممارسة ديموقراطية حقيقية  في جميع مناحي الحياة  التي توفر للمواطن ظروفا موضوعية في ممارسة حقوقه ، و تمكنه من المواطنة الحقيقية، و احترام حقوق الانسان وًخصوصا في منطقة الحكم الذاتي  للتقليص من التوجه  الانفصالي الذي يبدو واضحا عند الجيل الجديد من الصحراويين ، و التوجه نحو التواصل و الحوار الموضوعي و البناء مع  اهل الصحراء باختلاف اعمارهم و توجهاتهم السياسية بهدف بناء الثقة التي يبدو انها شبه منعدمة بين المسؤولين و  نسبة مهمة من الصحراويين

هل  فعلا  أن المسؤولين المباشرين على ملف الصحراء على وعي و ادراك ان   الحكم الذاتي سلاح  ذو حدين ، و انه في حال قبول  جبهة البوليساريو و من يدعمها الدخول في مفاوضات مباشرة مع المغرب ، أن هذا الاخير إذا لم يكن متسلحا بما ذكرته اعلاه فان الازمة قد تطول ، و تضيع فرصة الحكم الذاتي الذي اضحى القانون الدولي العام الداخلي يدعمه على  أسس ترتكز على الديموقراطية و حقوق الانسان و الثقة المتبادلة بين الطرفين المعنيين.

مقالات الكاتب