مـــعَـــانــاة وطــــــن

رغم انه مر على تحرير جنوبنا من يد الاحتلال الحوثي عفاشي الذي عاث فساداً في الأرض ودماراً وسرقة ونهباً "عامان ونيف" ننعم بالحرية كما يقال لنا في كل مناسبة الا اننا مازلنا تحت وطأته.

هل كتب علينا في هذا الوطن الحبيب أن نعيش المعاناة والمرارة إلى ما لا نهاية؟. 

هل كتب علينا أن نبتلع الأحزان والأسى ونصبر على كل هذه المصائب ونستسلم للمجهول ونقول قضاء وقدر؟ .

حينما نطل على واقعنا من خلال خرائطه الاجتماعية ماذا نجد؟ غالبية الشعب في حرب لاتتوقف مع الفقر، الأسعار الملتهبة، البطالة المتزايدة، تدهور الخدمات،انقطاع المرتبات، الفساد الإداري… الخ .

طفح الكيل والحياة بدأت تضيق بأهلها من شر جور الظالمين الذين استأثروا بالسلطة والثروة، واستأثروا بخيرات الجنوب دون منازع أو رقيب، وتركوا الشعب يتخبط في مشاكله اليومية ويتجرع المرارة والحرمان.

لايكاد المرء يصدق أن يسود المجتمع كل هذا القدر من التوتر والسخط، وتقع كل هذه الحوادث الخطيرة، والتي تزداد تفاقماً مع مرور الوقت، لتفرّخ أزمات أخرى أدت إلى شلل في المجتمع .

رغم كل هذا يحاول العابثون أن يرسموا للجنوب صورة وردية ويرددوا بأن الدنيا ربيع والجو بديع.

موقف من هذا القبيل يغلق باب الأمل في الإنقاذ، ومن شأنه أن يجعل الغرق واقعاً حتمياً لا مفر منه.

إن واقعاً بهذا التردي لا يصنع (مستقبلاً مطمئنا) ناهيك أن يكون مبشراً وإنما هو منذر بغرق السفينة إن عاجلاً أم آجلاً وإنه من المستحيل بمكان أن يتم تحقيق أي إنجاز على أي جبهة من جبهات العمل الوطني مالم نشرع في التصدي بصورة جادة للفساد الحقيقي الذي أوصل الجنوب إلى هذا المأزق الخانق .

فبربكم اما آن للساسة ان تجمع تفكيرها لصالح هذا الوطن الذي انهشته هذه الافات و نلحق ركب الأمم المتحررة بالعمل وليس بالقول فقد شبعنا كلاماً ونحكّم خططنا ونرى بعين الذي يغير عن وطنه و نعتمد على عقولنا لا على عقول غيرنا ونلم شملنا .

ولا حرج علينا إن كنا نعيش نقيض ذلك وفي الحضيض فولاة أمرنا أدرى بما ينفعنا وما يضرنا، وأستغفر الله من ارتكابي إثم التحليق نحو الحرية.