مبادرة مجتمعية تُعيد الأمل لطريق وادي حمراء المتعثر في المحفد بأبين

صدى الحقيقة : حيدرة الكازمي

في مشهد يجسد قوة الإرادة المجتمعية وروح التكاتف وعمق الإهمال الحكومي و الرسمي، أطلق أهالي وادي حمراء بمديرية المحفد في محافظة أبين، في الأول من مايو 2025، مبادرة نوعية لردم وصيانة طريقهم الحيوي الممتد على مسافة تقارب 27 كيلومترًا.

ويهدف هذا التحرك الشعبي، الذي يستمر حتى اليوم بجهود ذاتية وتبرعات سخية من الأهالي، إلى التخفيف من وطأة المعاناة اليومية التي يتكبدها سكان 15 قرية في الوادي جراء الوعورة الشديدة التي تعيق حركة التنقل.

وبروح من المسؤولية العالية، بادر الأهالي ومالكو المعدات والآلات على الفور للمساهمة الفعالة في إصلاح طريق وادي حمراء،  في ظل تقاعس الجهات المعنية عن الاستجابة لمناشداتهم المتكررة.

وعلى الرغم من المطالبات المستمرة التي رفعها الأهالي والسلطة المحلية بالمديرية، والتوجيهات والأوامر العليا الصادرة سابقًا وحاليًا بشأن ضرورة شق وسفلتة هذا الشريان الهام، إلا أن هذه الدعوات لم تجد آذانًا صاغية، وظلت حبيسة الوعود المعلقة التي لم تتحقق على أرض الواقع.

وتشير المعلومات المؤكدة إلى أن مشروع طريق وادي حمراء يُعد من المشاريع المزمنة المتعثرة، حيث جرى اعتماده في حكومات سابقة منذ العام 2009، وتم التأكيد عليه مجددًا في عام 2013، بالإضافة إلى المتابعات الحثيثة من السلطة المحلية بالمديرية في عام 2024، ومع ذلك، بقي المشروع طي النسيان، لتتبخر آمال الأهالي أمام واقع الإهمال والتجاهل.

وفي هذا السياق، أكد نشطاء محليون على الأهمية البالغة لهذه الخطوة المباركة التي أقدم عليها أبناء وادي حمراء، معتبرينها رسالة قوية ومباشرة إلى مؤسسات الدولة، والسلطة المحلية بالمحافظة، وصندوق صيانة الطرق، والحكومة، بضرورة الاضطلاع بمسؤولياتها وتنفيذ المشاريع الحيوية التي تمس حياة المواطنين في المديرية بشكل عاجل.

وحذر النشطاء من مغبة الاعتماد على المبادرات المجتمعية كحل دائم، مؤكدين أنها تأتي لسد الفراغ الناتج عن تقاعس الجهات الرسمية، ولا يمكن أن تغني عن التنفيذ الفعلي للمشاريع المستدامة التي تضمن حقوق المواطنين في بنية تحتية لائقة.

جدير بالذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يبادر فيها أهالي مديرية المحفد إلى تنفيذ مشاريع تخدم مجتمعهم بجهود ذاتية، ما يعكس شعورهم العميق بالمسؤولية والانتماء وحرصهم على تجاوز التحديات رغم قلة الإمكانيات.

ويأمل أهالي وادي حمراء الأمل بأن تكون مبادرتهم الحالية بمثابة "شرارة أمل" تصل أصداؤها إلى ضمائر المسؤولين والقادة والمنظمات العاملة في البلاد، وأن تسهم في وضع حد لمعاناتهم الطويلة وتحقيق حلمهم بتنفيذ مشروع طريقهم الذي طال انتظاره.