" آخر كلام "

مع إني لم أعد أميل إلى قراءة ما تنشره صحفنا من كتابات حول هموم المواطنين التي تتسع يوماً بعد يوم والتي بلغت من القسوه حدا لايطاق علاوة على ما يكتب حول إستشراء الفساد وفشل السلطة في انتشال البلاد من الأوضاع المتردية ذلك أن معظم هذه الكتابات مكرر وبلغ من الكثرة درجة تبعث على الملل ... 

غير أن عنوان موضوع لفت انتباهي وشدني إلى قراءته هو (نقطة اخر السطر) للزميل العزيز ( محمد بن ناصر العولقي  ) نشرته صحيفة عدن الغد في عددها الحامل رقم 3421 الصادر في تاريخ24/ 2/ 2025م وحين فرغت من قراءته اثار في نفسي عدداً من التساؤلات تتطلب إجابات شافية لا تحتمل الإرجاء والمماطلة ولكن قبل أن نضع هذه التساؤلات دعونا نقرأ الفقرات التي أثارت التساؤلات ففي فقره من الموضوع يقول الزميل/محمد) إن على الانتقالي وقيادته التحرك الفوري والعاجل قبل فوات الاوان وقبل أن تتحول عدن بشكل خاص والجنوب بشكل عام إلى فوضى عارمة تصعب السيطرة عليها وهنا يظهر التساؤل الاول حول ماهية هذا التحرك الفوري والعاجل وما طبيعته وكيف ينفذه الانتقالي هل ينفذه وحده أو أنه يحتاج إلى من يؤازره ؟ هذا أمر والأمر الثاني في قوله إن عدم تنفيذ الشرعيه لأي بند من الاتفاقات والالتزامات في ما يخص الحرب ضد الحوثيين وتحسين الوضع الاقتصادي للجنوبيين الخ يجعل اي اتفاقات واي التزامات للانتقالي مع الشرعية بحكم الملغية ويعطيه الحق في اتخاذ الإجراءات والخطوات التي تحمي الشعب الجنوبي من الموت فقرا وعوزا  و مرضا و جوعا ... إلخ.

 إنه كلام جميل وهادف وبناء ولكن لو أنك يا عولقي أوضحت هذه الإجراءات والخطوات وأفصحت عن كيفية تطبيقها ومن هي القوى والجهات التي ستقف إلى جانب الانتقالي وهل للشعب الجنوبي دور فيها ؟ اقول لكان الكلام أجمل واوضح ولا يحتمل اي تأويل أنها تساؤلات أرى أن الاجابة الشافية والعملية عليه تتمثل في أن يقدم الاخ عيدروس الزبيدي استقالته من مجلس القيادة وبالمثل ينسحب وزراء الانتقالي الممثلون في الحكومة هذه أولى الخطوات وهي على أهميته فإنها تستلزم دعوة المجلس الانتقالي إلى العصيان المدني التام اضافه الى دعوته المواطنين للخروج في مسيرات سلمية يومية متواصلة فلعل السلطة بمختلف هيئاتها تفيق من غفوتها وتصحو من سباتها الشتوي اللذين طال أمدهما أما إذا ظلت على حالها فليس أمام شعب الجنوبي الذي نفذ صبره من طول معاناته وبح صوته وليس ثمة من يسمع ولا من يحس انينه اقول ليس أمامه سوى ثوره شعبية حاملة شعارا عريضا هو ( ثورة الجياع) ولاريب في أن المجلس الانتقالي سيكون له دور بارز.


في هذه الثورة أن كان يمثل الجنوب حقا ويعمل من أجل أن يستعيد المواطن الجنوبي دولته وكرامته ليحظى بالعيش الذي يليق بانسانيته وتتوفر له الخدمات الضرورية واللازمة  في كل نواحي حياته وعلى الانتقالي أن لا يظل مرتهنا لاملاءات واشتراطات الخارج وختاما اقول إني كدت أقهقه ضاحكا من التهكم اللاذع والسخرية الممرضة في موضوع للاخ علي محمد سيقلي. تحت عنوان ( دروس في قلة الأدب السياسي). يقول تخيلوا لوان لدينا حكومة محترمة تمتلك ذرة من المسؤولية لشهدنا مواكب  استقالات متتالية حتى أن رئيس الوزراء نفسه كان سيبادر إلى تقديم استقاله جماعية بإسم الطاقم الوزاري كله مرفقة برسالة اعتذار نحن اسفون لأنا ازعجناكم بجوعكم بانقطاع رواتبكم  بالفساد المستشري ... بانقطاع الكهرباء لذا نرجو قبول استقالتنا بلا رجعة ( انتهى) وإني لأتساءل  الا يثير هذا التهكم وهذه السخرية ذرة من الحياء ويحرك ضمائرهم أم أن ضمائرهم في حالة موات واورد اخيرا فقره من موضوع للاخ الفاضل هو عبد الكريم فؤاد خريصان في نفس عدد الصحيفة المشار إليه سلفا وهي فقرة ختم بها موضوعه يقول الوضع الان يحتاج إلى ثورة يقوم بها الشعب بعيدا عن التسلق وبعيداً عن بائعي الثورات ( انتهى) واقول إن هذا  هو الكلام الاخير  الذي ليس بعده كلام  .. وتحياتي الصادقه للجميع