التناقضات التي نصنعها هي من تفسد الفطرة البشرية

سأتحدث في منشوري هذا عن موضوع قد يثير الحساسية لدى البعض قد أخطئ وقد يكون اجتهادي على صواب من منطلق عملي لسنوات طويلة في مجال التعليم والذي يتقدم فيه مسمى التربية ثم التعليم .
لو نظرنا الى التسلسل المنطقي في سور القران الكريم في مناهج التعليم وجدت  ان الاطار المنطقي اخذت بترتيب سور القران الكريم  بحسب ما ورد في المصحف الكريم بتسلسل .
..
فهل هذا المعيار يتوافق مع عمر الطالب في مراحل الدراسة وفهمه لمعاني وتفسير الايات القرانية.
عندما يأتي ابنك من المدرسة في الصف الثالث وفي رأسه الف سؤال وسؤال عن القارعة . ما القارعة .
طفل في عمر التاسعه لازال في بداية حياته هل مايجب ان يتعلمه عن أهوال يوم القيامة وعن أهوال المقابر ثم نجد حالات الخوف والتشنج لدى الاطفال والبول اللاارادي اثناء النوم.
 وهذه الحالات كثيرا ما يشتكي منها اولياء امور الطلاب ولا يدركون اسبابه وقد يقابلون اطفالهم بعنف جراء هذه التصرفات التي هي نتيجة وليست سبب.
الا يحق لنا كمختصين في مجال التعليم ان نوظف ما يجب ان يتعلمه  بما يتوافق مع سن وإدراك الطفل بوضع مقررات في المناهج فيها السور القرانية  التي تساعد على تعلم الاخلاق والقدوة والدين المعاملة .
هل من المنطق ان يكون الطالب و طالبة في الاعدادي في بداية عند الثانية عشر . تكون مقررات الكتاب المدرسي هي  السور القرانية التي تتحدث عن الزواج سنه الحياة والمحارم والعقوبات . 
 وهذه سور تناسب لمرحلة الثانوية وقد تسبب لطالب الاعدادي الارباك في فهم العلاقات الانسانية السوية. 
كيف والقانون يجعل السن القانوني لفتح الحوار في هذا المجال بعد عمر الثامنه عشر.
فتنصدم منظومة المجتمع في جعل فكره سنة الزواج وقضية زواج الصغيرات وكل القضايا المجتمعية المتغيرة بحسب بيئة هذا الزمان من الوضع المادي و المعيشية للأسر في جعل  الطالب  يفكر بالأولويات في الحياة وهي الدراسة ثم العمل لتكوين اسرة .
فكيف نقنع طلاب الاعدادية ان هذه المقررات وتفسير الايات تحتاج لوقت حتى يدرك اهميتها كسنة حياة للبشر.  وكم من الاسئلة يتلقاها اولياء الامور لشرح العبارات الحساسة لابناءهم اثناء مراجعة دروسهم . و قلما نجد أسر تجيب على تساؤلات ابناءهم بواقعية . او قد يجدون الاجابة من طرق. اخرى خاطئة تزيد الطين بلة.
الا نجد ان في مرحلة الاعدادية ان المقررات من السور القرانية التي يحتاجها هذا العمر هي تعليم العبادات  والايات الإيمانية والروحانية التي تنعش السكينة في قلوب و عقول لتنمو بمحبة الله و رسوله .
و نأتي لتمعن مقررات كتاب القران الكريم لمرحلة الثانوية وهي الفترة الحرجة التي يكون فيها الطالب المراهق في عنفوان شبابه فتقرر له للتعليم والدراسة سور قرانيه تتحدث عن القتال والجهاد لتحدد له مصيره مسبقا كنهج. يتبعه . وكأننا نجهز مصنع من الوقود نستخدمه لنزاعات و الحروب .
 في الوقت الذي يجب ان نجهزه ليكون فرد منتج يخدم في المجتمع يكون نواة اسرة جديدة  ويربي ابناءه .  فتقوم المقررات الدراسيه التي وضعناها باجتهاد منا بقصد او بغير قصد  بالتأثير على تفكيره ونجعل جل تفكيره في تفسير ايات الجهاد والقتال. وان من الممكن ان يعادي من حوله لفكرة قد تصل بالخطأ في التفسير للأيات القرانية.
هذا العمر التي يغسل فيها ادمغة شباب بعمر الورد. 
فيأتي لبيته يفرض على اهله امور فيها تعنت او قد يقرر ان يختار طريقا لا يرضي والديه .
 و يستغرب اولياء الامور لماذا ولدهم لم يعد يستمع لابويه. او حتى يسألهم عن التساؤلات العميقة في ذهنه المشوش.
في هذا العمر الذي يفرح الأبوين بفرحة اتمام ابنهم للمدرسة و التجهيز لتزويجه .
يكون ادراك ابنهم نحو تلك الافكار في كيف سيبدو شكله وهو يحمل سلاح . 
اليس من المنطق ان تكون مقررات الكتاب في هذه المرحله هي السور القرانية التي تفسر معانيها الحقوق والواجبات  و في ايات الثواب والعقاب وفي ايات السور التي تفسير الحق والباطل .
كتاب الله المقدس ( القران كريم )  يحوي كل مايجعل من حياتنا. دنيانا و اخرتنا في الصراط المستقيم 
..
فلا نجعل من تراتب مقرراتنا التعليمية تعرقل سير أبناءنا في سلك الصراط المستقيم بخطأ او اجتهاد منها بقصد او بغير قصد .
رسالتي لوزارة التربية والتعليم قطاع المناهج والمقررات الدراسية .
كونوا عونا للمجتمع والاسرة وحاولوا ان تصححوا المناهج التعليمية التي تربي اجيال عن طريق التعليم .
 صححوا وضع قضايا كثيرة قد يكون سببها درس في كتاب مدرسي لطفل لايستوعب ادراك ما يحمله هذا الدرس من كلمات وتفسير للمعاني التي فيه. 
قد يكون ما اجتهدت فيه خطأ او صواب . يمكن ذلك .
لكن الاهم هو ان يدرك المجتمع ان التعليم سلاح يبنى الاجيال فأحسنوا اختيار المناهج والمقررات التعليمية و فقا للادراك والفطرة البشرية. 

مقالات الكاتب