من الذي قتل اللواء جواس؟؟ .. "حقائق وأبعاد سياسية"

أظن ان هذا سؤال سخيف، يطرحه انسان غبي، لان القاتل امام الناس موجود، وكل الناس تعرفه، حيث كان متواجد وقت الحادث، وهو من نفذ بيده امام الناس، ولكن انتم الذين لا تريدون رؤيته، وبعد ذلك تسألون من القاتل؟؟!!  .
فقاتل اللواء جواس هو نفسه من قتل العميد ابو اليمامة، وكذا قبله اللواء محمد صالح طماح، وغيره من ابناء الجنوب، القاتل هو ذلك الذي كان يقتلنا في الساحات، منذ انطلاق الحراك الجنوبي 2007، والتي لم تكن بداية مسيرته الإجرامية، بل استمرار منذ انطلاق الثورة الجنوبية، في 1994، بعد اجتياح الجنوب، وهو مشروع دموي واصله فيه ذلك المجرم، باغتيالات نفذها ضد حكام وثوار وسياسيين ومفكرين جنوبيين بدأه قبل عام 1990 بعقود، كي تعبد امامه الطريق حتى وصل يوم 22/5/1990 ظهر لنا مدثراً بلباس الزهد، والورع، ما انجلى العام الاول إلا وانيابه قد شقت ابتسامته، وقرنيه قد خرقت عمامته، واصبح منذ لك الحين وهو يقتل امام مرأى الجميع، ولكن الجميع لا يريدون أن يروه، او انهم عاجزون عن مواجهته. 
لن يكون حادثة الشهيد اللواء ثابت جواس اخر مصابنا، كما لم يكن اوله، فالسؤال الذي يجب ان يطرح؛ من بعد جواس؟ لان هذا الامر اصبح محتوماً، فنحن مصطفون في طابور طويل امام الجلاد، ولم نتمكن من تغيير شيئ، فما نشاهده اليوم، من حرف قضية الشهيد جواس، وغيرها من قبل جنود الجلاد، لاشغالنا، حتى يصل الدور للواحد فينا تلو الاخر، مستمراً في تعبئته الاعلامية وبث خطاباته المسمومة، عبر جنوده، الامر المفزع، ذلك الانجرار المخيف خلف ذلك المشروع الدنس الذي يجر لتمزيقنا، فما نفعله من تخوين، ورمي التهم... الخ.
 لن يستحدث لنا شيئ، فهو عبارة عن شجار داخل ذلك الصف الطويل الذي يصلنا الى الجلاد، كي ينفذ اعداماته الوحشية فينا دون ان نغير شيئ، ونحن مستمرون في شجارنا في ذلك الصف الذي سيكون كل يوم فيه دور واحد فينا، فالغريب إنا لم نتمكن من الخروج من ذلك الصف، والذي لن نخرج منه نظراً لاستمرار انجرارنا خلف ما يبثه جنود الجلاد،،
 فإذا خرجنا من الصف الذي يقودنا للجلاد، سيتوقف الجلاد عن تنفيذ الاعدامات فينا، نحن مازلنا منذ عام 94 في نفس الحلقة، لم نغير شيئ لأنه يجرنا ابسط خطاب يطبخ في مطابخ عدونا، وعدو قضيتنا، وعدو وطننا الجنوب الحبيب؛ لن يتحرر الجنوب ونحن لم نتحرر من قيد العدو، ليس العلم ذو المثلث الازرق الذي نرفعه بسهولة دون ان يوقفنا احد يعني نلنا حريتنا، فحريتنا الحقيقة هي في محاربة انفسنا للتقلب على عواطفنا التي يجرها العدو بخطاب عنصري مسموم يجعلنا نتناحر بيننا البين وكل منا يرمي التهم على الاخر، فما قبل 2015 ليس اخطر من ماينفذ اليوم ضد قضيتنا الجنوبية، الدبابة قبل عام 2015 وذلك الجندي ذو البدلة اليمنية لم تكن ابداً تهديداً على القضية الجنوبية، فهو ليس 0.1% من الخطر الذي فيه قضيتنا اليوم، فابسط هفوة سوف تاخذنا ولن تذر، لذا تعقلوا امام الخطابات المناطقية، ومعرفة مصدرها قبل الانجرار خلفها، وترشيد خطاباتنا لبعضنا البعض، والتنازل عن الصراع الجنوبي حتى وان لم يكن لاجل الجنوبي بل لاجل ان لا نكون اداة العدو فينا. 
اي هامة جنوبية نودعها بكيد العدو علينا ان نحفظ مكانتها ، وذلك اقل الوفاء لها، لا نرخص ما جسده في حياته لاجلنا ولاجل مشروعنا الوطني من خلال حرف تضحيته ضد ذلك المشروع الجنوبي الوطني، الامر الذي لن يرتضيه اي هامة جنوبية فكيف يفدي روحه لاجل الوطن، وياتي من بعده يحرف تضحياته بما يخدم العدو. 
واخراً كل مواطن يمني في الجنوب شريك في تصفيات ابناء الجنوب ، فمن الخطأ ان نأمن عليهم في ارضنا فلن تخلف الافعى ارنباً، وها نحن اليوم نشاهد موجات النزوح الغير طبيعية، والذي اصبح مؤخراً تعداد الجنوبيون 30% من تعداد الشماليين في محافظات الجنوب، وحربنا الجنوبية اليمنية لم تنتهي بل ازداد لهبها، فافواج النزوح تلك يجب النظر الى ابعادها السياسية والعسكرية والأمنية.