" القنبلة " الرجل الذي ستخلده ذاكرة أبين

كما يعرف الكثير مننا الفقيد محمد عوض سعيد القنبلة بالمقابل هناك اناس كثر لايعرفونه ويجهلون الكثير من صفاته وتفاصيل مشوار حياة هذا العلم البارز والشخصية السياسية والاعلامية والاجتماعية المرموقة في محافظة أبين .

فمن لايعرف عن شخصيته شي فالفقيد  شاب ريفي منتميا" اجتماعيا" لقبيلة آل عبدالله الحميرية بمديرية رضوم محافظة شبوة ولد في أبين وفيها نشاء وترعرع وتلقى تعليمه وبدأ حياته العملية فيها ورحل إلى جوار ربه فيها ووري نعشه  الطاهر فيها أيضا".

صال وجال في ميادين العمل السياسي والاعلامي والانتاجي طويلا" وكان البروز اللافت والنجاح الباهر حليفه حتى ترجل مؤخرا" بفعل الرحيل المبكر عن جوادة الاصيل لتنطوي صفحة حياة مليئة بالاحداث والعمل والنضال والعطاء الى الابد.

تعرفت على الاستاذ محمد عوض القنبلة رحمة الله الواسعة تغشاه  ابان حرب عام 1994 عندما جأ الى شبوة هاربا" من انتقام قيادات ومليشيات الشرعية من كوادر الحزب الاشتراكي اليمني الذي كان قياديا" فيه  وكنت قبل وبعد ذلك متابعا" لنشاطه الصحفي وخصوصا مقالاته القيمة في صحيفة 14 أكتوبر ومن ثم نشاطه في مجال العمل الانتاجي وخصوصا" القطاع السمكي من خلال موقعه في رئاسته المجلس الإداري لتعاونية شقرة السمكية ومن ثم في قيادة  الاتحاد التعاوني السمكي بالجمهورية الذي يعد الرجل الثالث فيه كمديرا" ماليا" للاتحاد.
ففي هذا الجانب أسهم الراحل بن عوض في تنمية القطاع السمكي من خلال متابعة اعتماد وتنفيذ الكثير من المشاريع في القطاع السمكي وخلق علاقة وطيدة مع الكثير من المنظمات والهيئات الدولية المانحة ودفعها لدعم القطاع.

كما كانت لديه خطة تطوير طموحة لقطاع الاسماك في محافظة أبين حدد ووضع خطوطها العريضة عقب تعيينه مؤخرا مديرا عاما لفرع الهيئة العامة للمصائد السمكية بالمحافظة إلا أن الاقدار كانت اسرع ولم تمهله حتى ينفذ ما خطط لتنفيذه.

وفي أبين ترك الراحل القنبلة سيرة عطرة لدى المجتمع الابيني وبصمة واضحة ستخلده الى الابد في ذاكرة المواطن في أبين ، اذ لعب دورا فعالا في تطبيع اوضاع عاصمة زنجبار بعد حرب القاعدة وكذلك في حل النزاعات والمشاكل المجتمعية واصلاح ذات البين.

ومن خلال رئاسته للجنة حل مشكلة  المرافق الحكومية المحتله من قبل بعض المواطنين تمكن الفقيد من استعادة عدد من تلك المباني عبر وضع حلول مرضية بين المواطنين والسلطة المحلية.

دفع الفقيد القنبلة ثمن انحيازه لقضايا وطنه ومجتمعه غاليا" فرفضه التواجد تنظيم القاعدة في أبين دفع التنظيم لاعتيال أحد أقاربه في مدينة عزان بشبوة وموقفه من المليشيات الحوثي كلفه خسارة نجله الشاب المقاوم الدكتور أشرف الذي كان في طليعة شباب المقاومة الجنوبية المدافعون عن أبين والجنوب كافة.

التقيت الفقيد القنبلة في العاصمة المصرية القاهرة أواخر العام 2018 عند مجيئه لمراجعة طبيب القلب المشرف على حالته وقضينا نحو أسبوعين كنا نلتقي خلالها معظم ساعات اليوم وزرنا بمعية قريبه الدكتور محمد كندوح اهرامات الجيزة ومواقع سياحية اخرى في القاهرة وكان رحمة الله عليه على الرغم من حالته الصحية مشغولا بهم الوطن واوضاع محافظته وعشقه الوحيد (أبين) على وجه الخصوص.

وكان آخر لقاء لي بالصديق ابوالشهيد اشرف في منتصف شهر ديسمبر الماضي في منطقة عمران الساحلية وذلك عند حضوره بمعية أمين عام المجلس المحلي بأبين السيد مهدي الحامد لحضور تدشين توزيع قوارب صيد على عدد من صيادي أبين من قبل الهلال الاحمر التركي حينها وجدته كما هو مهموما بمشاكل أبين ووضعها الامني والخدمي.

هكذا كان رحمة الله عليه عاشقا" لأبين التي سكنته وسكنها وعشقها وعشقته عاش لها وعمل لها ولأهلها حتى الرمق الاخير من حياته ووفقا" لما قدمه ابا شريف ستبقيه أبين خالدا" في ذاكرتها الى الأبد.

رحم الله الاخ والصديق محمد عوض سعيد القنبلة واسكنه فسيح جناته والهم اهله وذويه الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون.

مقالات الكاتب