سلبيات تقف عائقا أمام تسريع فك الارتباط

لماذا أدعم المجلس الإنتقالي الجنوبي، و أنتقده في ذات الوقت؟.

هذا المجلس الذي يكافح من أجل فك الارتباط مع الجمهورية اليمنية، لا يعدو أن يكون انتقاليا كما يؤكد اسمه، يؤسس لمرحلة انتقالية استثنائية في ظروف في غاية التعقيدات ، تتضارب فيها مصالح الكبار، و تدخل دول الجوار....هذا المجلس الذي تأسس على غرار إعلان عدن التاريخي في 11مايو2017،حصد مكاسب كثيرة، و تعاطفاشعبيا أجج الجدل  بين معارضيه و هم أقلية، و مؤيديه و هم الأغلبية يعتبرونه بمثابة الممثل للقضية الجنوبية العادلة،بقي متماسكا طوال  سنتين و نيف من تأسيسه.

المجلس الإنتقالي على  حداثته ارتقي بالقضية الجنوبية في زمن قياسي (لا أعرف شخصيا  أي تنظيم تحرري في العالم استطاع أن يحقق مكاسب  محليا و دوليا في غضون سنتين)معتمدا على دعم غالبية أهل جنوب اليمن( الجنوب العربي)، و مشاركا مع قوات التحالف في  معظم الجبهات القتالية، ناهيك عن مساهمة القوات التابعة له في تحرير مدن الجنوب ، و مناطق الساحل الغربي المنيعة.

القضية الجنوبية التي حملها المجلس الإنتقالي على عاتقه حققت بفعل الملموس مكاسب في مقدمتها كسر الحصار السياسي و الديبلوماسي المفروض من احتلال الجنوب عام1994.كما أن اتفاقية الرياض  برعاية سعودية ، أقرت في بنودها( التي ترفض الشرعية تطبيق مقتضياتها)أن جنوب اليمن ممثل بالمجلس الإنتقالي، الذي أضحى طرفا أساسيا في أي حل سياسي لأزمة اليمن

و لا ريب أن اتفاقية الرياض أعطت بعدا أمميا و دوليا لهذا المجلس،فالولايات المتحدة تقر بالدور الذي قامت به قوات المجلس الإنتقالي في محاربة الإرهاب في منطقة اليمن، أما الدول النافذة في مجلس الامن تعترف  ضمنيا  بشرعية المجلس، أما روسيا فقد أبدت استعدادها للحوار مع الإنتقالي في  حال فشل تطبيق اتفاقية الرياض .

غير أن المكاسب المذكورة أعلاه ،تواجهها مجموعة من السلبيات تعتبر من وجهة نظري المتواضعة عائقا نحو تسريع وتيرة فك الإرتباط، ومن ثم الإعلان عن  الإستقلال :

- تقوية الجبهة الداخلية مسألة في غاية الأهمية،يجب أن تكون من أولويات هذا المجلس، و بذل جهود قصوى للنجاح في هذا المسعى نظرا للأهمية الإستراتيجية لتوحيد الصف الجنوبي ،  

-الاعلام الجنوبي شبه غائب خصوصا السمعي البصري الذي لا يتجاوز حدود عدن، و لعلني في مقالات متعددة شرحت دور الإعلام الحيوي و الإستراتيجي في هاته الفترة الحاسمة و الدقيقة التي يمر منها الجنوب بالتحديد ، و منطقة اليمن ، في ضوء رفض ما تسمى بالشرعية في تطبيق بنود اتفاقية الرياض، و المعارك التي يقوم بها حزب الإصلاح  الإخواني في شبوة في غياب تام  لأي تدخل من قبل دول التحالف، وكذلك الحوتي في الضالع ،و استمرار ظاهرة الإغتيالات في مناطق مختلفة في الجنوب.

-ملاحقة مرتكبي الجرائم في حق الجنوب و قياداته و أهله منذ الإعلان عن الوحدة بين شطري اليمن في المحافل الدولية و الحقوقية،و ذلك من خلال إنشاء لجنة من الخبراء في القانون الدولي، و حقوق الإنسان و مؤرخين جنوبيين و عرب و أجانب يرافعون لفائدة الجنوب في المحافل الدولية.

أقول هذا حرصا مني على القضية الجنوبية،عسى أن تقدم قيادة المجلس الإنتقالي الجنوبي على تقييم إنجازاتها و سلبياتها.

مقالات الكاتب