لا زالت المئة ناقة تدفع إلى اليوم ..... يا سراقة العصر أسمعني

عندما هاجر النبي "صلى الله عليه وسلم" هو وأبو بكر الصديق "رضي الله عنه " من مكة إلى المدينة، وأعلنت قريش جائزة " مائة رأس ناقة " لمن يجدهما، فتسابق فرسان قريش الشباب، للامساك بالرسول "صلى الله عليه وسلم" وأبا بكر " رضي الله عنه "
 ولم ينجح منهم أحد، فرجعوا خائبين بعد تنافس عسير لاثبات قدراتهم في تقصي الأثر،  وكان سراقة يتتبع الأثر ويتقصاه ببراعة بالغة، فتشجع وطمع في الجائزة، وهم يبحث عنهما في أرض قاحلة، فاذ لاحا له من بعيد تشجع ليقترب وفي كل مرة كانت فرسه تتعثر أكثر، ليقع عنها ومن ثم يعتدل عازما أكمال الطريق.
  ولما دنا وأقترب من أبي بكر الصديق بكى" رضي الله عنه" فقال له النبي عليه الصلاة والسلام لما تبكي يا أبا بكر ؟ 
فقال ابو بكر لست ابكي على وإنما عليك يارسول الله .
 
فدعى رسول الله على سراقة وقال " اللهم اكفناه بما شئت "
فغرست قدما الحصان برمال وصار يغرق، فاستنجد به سراقة قائلا :" يامحمد الأمان الأمان .
 لقد علمت ان هذا من عملك فادع الله أن ينجيني مما أنا فيه والذي نفسي بيده لن أخبر أحد عن مكانكم.
قال سراقة :  فوالله لأعمين على من ورائي من الطلب، فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأطلق ورجع إلى أصحابه".
 وقال له الرسول قبلاً: " كيف بك إذ لبست سوارى كسرى ومنطقته وتاجه.
 فقال سراقة: كسرى بن هرمز.
 فقال رسول الله : نعم" وأسلم سراقة بعدما فتح الله مكة وفرغت غزوة الطائف وحنين 
 فخرج سراقة إلى مكة ومعه الكتاب، وحين وصلها، تصدى له بعض القوم.
 فدنى من رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلاً: " يا رسول الله، هذا كتابك لي، وأنا سراقة بن مالك بن جشعم .
 فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هذا يوم وفاء وبر أدنه"
 فدنا منه سراقة وأسلم. وتحقق وعد رسول الله له، فعندما أتى عمر بن الخطاب بسوارى كسرى ومنطقته وتاجه، بعث إلى سراقة بن مالك، وألبسه إياهما.
 وتوفي سراقة بن مالك رضي الله عنه سنة 24 هجري، في زمن عثمان بن عفان، وبعد موته طوى التاريخ الاسلامي صفحة رجل وصحابي جليل .
وأنتهت سيرته رضي الله عنه لكن وللأسف الشديد لا زالت 
المئة ناقة تدفع إلى اليوم. 
لازالت المئة ناقة تدفع لتتبع الدعاة والمصلحين .
لازالت المئة ناقة تدفع للقضاء على المجددين. 
لازالت المئة ناقة يلوح بها إلى اليوم للقضاء على هذا الدين .
وللأسف سراقة العصر هو من بني جلدتنا،  يلبس لباسنا ، ويأكل من طعامنا،  بل ويتكلم بلساننا لذا أقول : 
ياسراقة العصر أسمعني .
          من أجل ماذا ؟
          *********** 
 من أجل دنيا فانية تحارب وتطعن في  الدعاة والمصلحين للقضاء على هذا  الدين .
 أما علمت ياسراقة العصر ان سراقة بن مالك رضي الله عنه خرج من أجل مائة ناقة وعاد بتاج كسرى وسواريه فلاتتعجل
 يا سراقة العصر أسمعني
 ما عند الله خيرا وأبقى. 
 ياسراقة العصر أسمعني 
 ما أجمل الإعتراف بالذنب والرجوع إلى الله.

مقالات الكاتب