الحاج علي صالح الوالي " يرحمه الله " .. سيرة عطرة وتاريخ ناصع من أعمال الخير والبر والإحسان في خنفر وجعار

صدى الحقيقة : نائف زين

الحاج علي صالح الوالي "رحمه الله  " أحد أهم وأبرز وأكثر الشخصيات الاجتماعية في مدينة جعار و خنفر بشكل خاص وأبين ويافع بشكل عام الذين أثروا الحياة الاجتماعية والتجارية بسلسلة طويلة جدا وتاريخ ناصع  من الإسهامات والأعمال الخيرة طوال سنوات و عقود فائتة .

وما ان يذكر أسماء الشخصيات الاجتماعية التي ساهمت وأثرت الواقع الاجتماعي في جعار و خنفر وغيرهما  بأعمال البر والخير والإحسان والتكافل الاجتماعي  الا ويتصدر اسم الحاج  علي صالح الوالي "رحمه الله " هذه الأسماء .

ولد الحاج الوالي في قرية الهجر او هجر لبعوس أوائل ثلاثينيات القرن الفائت  وترعرع في أسرة كريمة تمارس فلاحة الارض كغيرها من الاسر في ريف يافع وتلقى تعليمة بداية في كتاب القرية على يد الفقيه سالم محمد الوالي رحمه الله  حيث أدخله والده لعامين متتاليين الكتاب ..

كانت بداية الاربعينيات نقطة تحول مهمة في حياة الفتى علي صالح الوالي حيث انتقل من قريته الهجر و توجه إلى عدن سيرا على الأقدام  التي بدأت ائنذاك تشهد نوعا من النمو والازدهار التجاري الا انه لم يمكث فيها وانتقل إلى أبين وتحديدا إلى منطقة الحصن "حصن بن عطيه "كونها عاصمة السلطنة ا ليافعية ائنذاك قبل تأسيس أبين بورد "لجنة ابين "التي اتخذت من جعار مركزا رئيسيا وتركز عملها واهتمامها في دعم وتشجيع وتسويق القطن الطويل التيلة والتي على إثرها  شهدت مناطق الدلتا اهتماما بشق قنوات الري وتنظيم الري والتوسع في زراعة القطن وتسويقه.

كانت الحصن هي نقطة البداية حيث افتتح فيها متجرا صغيرا للمواد الغذائية مع والده  الحاج صالح الوالي وابن عمه وبعدها شراء المحاصيل الزراعية من المزارعين عقب تأسيس لجنة ابين "abyen board  "بعدها دخل في عملية مقاولات في نقل القطن إلى محلج القطن بالكود الذي يتم نقله بعد ذلك الى ميناء التصدير بعدن ومن ثم إلى  مصانع مانشستر ببريطانيا .

دعت الضرورة إلى امتداد نشاطهم التجاري إلى مدينة جعار التي أخذت تسحب البساط على مدينة الحصن حتى صارت هي الأخرى عاصمة السلطنة ا ليافعية الأولى في مطلع ستينيات القرن الفائت حيث ازدهرت فيها الأعمال التجارية والتوسع السكاني وفي منتصف الستينيات قررت أسرة الوالي أيضا نقل جزء من نشاطها التجاري إلى منطقة باتيس باعتبار ها الميناء البري لعموم مناطق يافع والتي تأتي إليها قوافل التجارة من مناطق يافع ورد فان وبيحان شبوه ومناطق أخرى ..

سعى الحاج علي صالح الوالي إلى تطوير العمل التجاري بفتح وكالات استيرادوتصدير لعدد من أصناف المواد الغذائية  في عدن وتوزيعها  الى عدد من الوكلاء المحليين في عددا من مناطق اليمن حتى مطلع السبعينيات وهي الفترة التي شهدت بعدها  انحسارا لنشاط القطاع الخاص ومغادرة كبار التجار والشركات التجارية من  عدن حيث أثرت سياسة الحكومة في الشطر الجنوبي على القطاع الخاص بعد ابدا له بالقطاع العام وهو ما انعكس سلبا على نشاط هذه العائلة التجارية كغيرها من العائلات التجارية المعروفة ومع إصرار الحاج صالح علي الوالي وحبه للعمل التجاري ظل يمارس هذه الحرفة رغم المضايقات التي تعرض لها والتي منها تعرضه للسجن مرتين قضى في الأولى أكثر من عام في سجن المنصورة بعدن وفي المرة الثانية كانت بنفيه الى جزيرة سقطرى .

اتسمت حياة الحاج الوالي "طيب الله ثراه "بالجدية والثبات في حياته اليومية وأعماله التجارية وحبه لأعمال الخير والتقوى ومساعدة الفقراء والمحتاجين في حدود ما تسمح به الظروف والمساهمة في بناء واعماردور العبادة مما اكسبه قدرا ومكانة كبيرين  بين من عرفوه و تعاملوا معه من التجار والشركات التجارية وكذا اكتسب  قدرا ومكانة وتقديرا وحبا بين ابناء منطقة الدلتا ومناطق يافع وعدن ولحج فصار شخصية إجتماعية وتجارية  معروفة ومحبوبة على مستوى الوطن وباجماع كل المنتسبين الى الغرفة التجارية ابين عند تشكيلها وتاسيسها اوكلت اليه قيادة الغرفة التجارية ابين  تقديرا لمكانته وادواره وجهوده الكبيرة وكان رحمه الله عضوا فاعلا في اتحاد الغرف التجارية في الجمهورية حتى وافته المنية وانتقل إلى جوار ربه في 6يناير 2002م مخلفا ثمانية من الأبناء - خمسة من الذكور وثلاث بنات و هم احمد المغترب في المملكة العربية السعودية ومحمد محمد علي الوالي   الذي اقتفى أثر والده في ممارسة الأعمال التجارية والذي هو اليوم رئيسا للغرفة التجارية والصناعية أبين اضافة إلى خالد وعبدالله وجلال والذين  ايضا يمارسون ايضا العمل التجاري وقد جمعتني-كاتب المقال - بالأخ العزيز جلال علي صالح الوالي  عدة سنوات دراسية قبل سنوات طويلة في جعار.

-من المحطات الهامة في حياة الحاج علي صالح الوالي "رحمه الله "سفره  لأداء فريضة الحج مرتين الأولى في عام 1975م  والثانية في عام 1988م اضافة الى اسهاماته الكبيرة والفاعلة في دعم الثورة المسلحة ضد الاستعمار البريطاني مما أدى بثوار الجبهة القومية لزيارته إلى متجره ومنزلة ويستانسون بارائه حين  يرون ذلك ..كما كرم وقلد بوسام الواجب في تسعينيات القرن الماضي .

رحم الله الحاج علي صالح الوالي وأسكنه فسيح جناته عرفناه وعرفه الكل رجلا فاضلاً  ووقوراً فاللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة.