احتضان الوالدين للأطفال - فوائد لا تحصى

العناق أو الحضن من الأشياء الأساسية التي يجب الاهتمام بها بشكل يومي للأطفال، لتأثيرها الكبير على صحة الطفل النفسية وتطوره المعرفي والنفسي، وأظهرت الأبحاث أن الأطفال ينمون بشكل أفضل في البيئات التي يُمطرون فيها بالحب باستمرار- وهذا يبدأ من يوم ولادتهم. و بالتالي فإن الحضن يزيد ذكاء طفلك. 
ويلعب التواصل الجسدي من الأبوين مع الطفل دورا في زيادة
 شعوره بالانتماء وإدراكه بأهمية الاعتماد على الناس، كما يقلل من الانطوائية. ولا تتوقف أهمية احتضان الطفل على مرحلة الطفولة فحسب، بل إن الشخص الذي تمتع بقدر كبير من حنان الأبوين في طفولته يتمتع بمشاعر فياضة ويميل لتوزيع مشاعر الحب في شبابه.
أثبتت دراسات علمية أن الحضن يزيد من مناعة الطفل، إذ أن الأطفال الذين يتمتعون بالاحتضان والتواصل الجسدي المستمر مع الأبوين، أقل عرضة للإصابة بالأمراض، نتيجة زيادة إفراز هورمون الأوكسيتوزين المعروف أيضا باسم هرمون الحب، والذي يحتوي على العديد من التأثيرات المهمة على أجسامنا، أحدها هو تحفيز النمو و إلى تقوية جهاز المناعة وخفض مستويات البلازما من هرمونات الغدة الدرقية، مما يتسبب في التئام الجروح بشكل أسرع. 
وتساعد ملاطفة الطفل، وفقا لتقرير نشرته مجلة "إلترن" الألمانية، على تهدئة أعصاب الطفل بعد يوم طويل، إذ أن هذه الحركة تعطي إشارة للمخ بالاسترخاء. أما بالنسبة للأوقات التي يشعر فيها الطفل بالملل، فيمكن تنشيط مخه عن طريق تدليك فروة الرأس أو تحريك الأصابع ببطء على كف اليد، فهذه الحركات تعطي إشارات محفزة للمخ.
وتزيد لدى الأطفال في سن الحضانة المخاوف من الظلام أو الأشباح أو الساحرات. وهنا يساعد احتضان الطفل في منحه الشعور بالأمان ويزيد من ثقته بنفسه. وينصح الخبراء بالاستجابة لرغبة الأطفال في الاحتضان حتى في خضم انشغالهم، لاسيما وأن الأمر لا يحتاج لأكثر من دقيقتين. فافوائد الاحتضان كبيرة إذ يساعد في إعادة التوازن النفسي للطفل خاصة عندما يمر بمواقف صعبة.
كم عناقا يحتاج الطفل؟
يحتاج الطفل لأكبر عدد ممكن من العناق اليومي، ووفقا للمؤلفة والطبيبة النفسية فيرجينيا ساتير "نحن بحاجة إلى أربعة أحضان في اليوم من أجل البقاء، وإلى ثمانية يوميا من أجل إصلاح ما تم إفساده، وإلى 12 عناقا يوميا كي ننمو".
وتقول الكاتبة جوستينا جوه على موقع مايند تشامب إن الأطفال ينمون كل يوم، لذا يجب أن تعانقهم 12 مرة على الأقل في اليوم. هناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها إضافة هذه اللحظات الجميلة إلى روتينك اليومي.
وكشف الباحثون من قسم علم النفس بجامعة ويسكونسن ماديسون بالولايات المتحدة، في دراسة أجريت عام 2012، أن ليست كل أنواع اللمس مفيدة، بل فقط لمسة الحنان والرعاية مثل العناق اللطيف هي التي يمكن أن توفر نوعا من التحفيز الإيجابي الذي يحتاجه الدماغ لينمو بشكل صحي.
يحتاج الطفل الصغير إلى الكثير من التحفيز الحسي  المختلف للنمو الطبيعي، ويعد التلامس الجسدي -مثل العناق- من أهم المحفزات اللازمة لنمو دماغ سليم وجسم قوي.
كما وجد الأطباء أن بعض الأطفال عندما يحرمون من الاتصال الجسدي، فإن أجسادهم تتوقف عن النمو على الرغم من تناول المغذيات بشكل طبيعي. تسمى هذه الحالة "الفشل في النمو"، وهو نوع من قصور النمو الذي يمكن علاجه بمنح الأطفال اللمسات الحانية والكثير من العناق.
وتوضح إيميلي مود أنه عند ترك الطفل الصغير -الذي لا يستطيع التحكم في عواطفه- يصرخ بغضب دون تدخل  لفترة طويلة من الزمن، في هذه الحالة يزيد لديه هرمون الإجهاد الذي يؤثر على صحته جسديا وذهنيا فالعناق مفيد لصحة الطفل العاطفية، إذ لا شيء يمكن أن يهدئ الطفل الذي يبدأ نوبة غضب أسرع من عناق كبير من الوالدين.

مقالات الكاتب