صناعة الحصير حرفة وتراث صامد

هي من الصناعات التقليدية في حضرموت وهي تمتاز بالدقة والزخارف الفنية الجميلة والالوان الزاهية ، وخاصة على المنتجات من  (( مسارف ، وقفف ، وأطباق ، ومراوح وغطيان  
وحسير ( بسط ) .... الخ )).
من المزروعات القديمة في حضرموت اشجار النخيل
 وقد استفاد الانسان في استغلال سعف النخيل (( الجريد)) 
وهناك نوعان من النخيل :
1- نخيل الوادي ويتميز سعفه بالليونة ويستعمل لصناعة القفف ، والمسارف ، والمراوح .. الخ.
2- النخيل الجبلي (( البري )) ويتميز سعفه بالخشونة والمتانة ، ويستعمل لصناعة الأطباق ، والمرابش ، والمكانس ، والخــُبر... الخ .
تكاد تكون مهنة صناعة الحصير حكراً على النساء دون الرجال، ففي الساعات الأخيرة من كل يوم تبدأ العاملات باجتزاز السعف بسكاكين حادة وبطريقة خاصة دون المساس ببرعم الشجرة الذي يضمن نموها واستمرارها في الإنتاج. وبعد جني المحصول يعدن به إلى البيوت ويقمن بوضعه في أحواض مائية وتركه يتبلل حتى اليوم التالي ليتم تجفيفه وفرد خصلاته وتشكيله في مشغولات يدوية عديدة لا تزال معظمها تجد رواجاً في الأرياف حيث لا يخلو بيت من هذه المنتجات المحلية أو بعض منها على أقل تقدير . 
وتتنوع مصادر صناعة السلال من الخوص إلى سعف النخيل إلى أشجار الدوم، وهذه الصناعات مع الأسف الشديد تواجه منافسة شديدة جداً من المنتجات المستوردة، لكن سكان الساحل ظلوا يعتمدون عليها نظراً لرخصها وكونها عملية للسكان فهي لا تزال تقاوم المنافسة من جانب.
ومن جانب آخر تعد واحدة من أنواع الحرف المرتبطة بنوعية البيئة الحارة التي يحتاجها هذا النوع من الصناعات ذات المتانة، إضافة إلى رخص ثمنها مقارنة بالأدوات المستوردة .
وتختلف التسميات من منطقة لأخرى، لكنها في الأخير صناعة يدوية حرفية تنتقل من جيل إلى آخر بالتوارث والتعلم بالاحتكاك والملاحظة والتدريب العملي وليس النظري.
تُعدّ الصناعات السعفية من أقدم الصناعات الحرفية المستمدة من شجرة النخيل وعطاءاتها التي لا تنضب، واعتمد الإنسان اليمني عليها في مناطق زراعتها اعتمادًا كبيرًا، وله فيها استخدامات كثيرة؛ لذلك مثّلت هذه الأشجار بالنسبة له شريكًا أساسيًّا في الحياة، لا يمكن الاستغناء عنه.
وبالرغم من الجدوى الاقتصادية الكبيرة التي يجنيها الناس من أشجار النخيل على امتداد سواحل وسهول اليمن، إلا أن تلك الصناعات "السعفية" ظلت على حالها البدائي، ولم تحظَ بالدعم والتشجيع لمحترفيها، بالشكل الذي يجعلهم قادرين على تطوير منتجاتهم، لتتلاءم مع احتياجات السوق المحلية والعالمية.
أن تشجيع الصناعات السعفية، يظل مطلبًا اقتصاديًّا مُلِحًّا للنهوض بواقع هذه الصناعات التقليدية، وجَعْلِها رافدًا مهمًّا للاقتصاد الوطني. ولأجل تحقيق هذا الهدف، هناك ضرورة لإقامة برامج تدريبية مكثّفة للكوادر والحرفيين، بما يُسهم في تطوير منتجات سعف النخيل، مع المحافظة على الهُوية والطابع اليمني.

مقالات الكاتب