إلى معالي رئيس الوزراء .. كفى تجفيفا بطيئا للأرواح

يتسائل الموظفون في أجهزة الدولة سواء المدنية أو العسكرية عن الحكمة من اختيار واستخدام معالي رئيس الوزراء بن بريك لنظام الري بالتنقيط أو مايسمى بالتقطير لصرف المرتبات .

المعروف أن نظام الري بالتقطير يستخدم الماء ببطء ومباشرة عند جذور النباتات لترطيب منطقة محددة وتقليل هدر المياه. وهو فعال جداً في الحفاظ على المياه والتقليل من نمو الأعشاب الضارة وتوفير بيئة رطوبة مثالية للنباتات.

واستخدام نفس النظام مع الموظف الإنسان لصرف المرتب ببطئ شديد يتراوح براتب شهري كل ثلاثة أشهر أو ربما أكثر لترطيب أجسام الاطفال والنساء والموظفين وتحويلها إلى هياكل عظمية ، ويؤدي هذا إلى التقليل من الوجبات الأساسية اليومية من ثلاث وجبات إلى وجبة في اليوم الواحد بل ربما في كثير من الأسر إلى وجبة في اليومين او الثلاثة . ويؤدي إلى توفير المال للسرق والفاسدين و الهوامير الكبيرة و بيئة مثالية و خصبة للفساد .

لقد أبدعتم يا معالي الرئيس في تحويل مفهوم التنمية المستدامة إلى معيشة مستنزَفة، فكما تُروى الأشجار بنقاط محدودة من الماء، يجوع ويتعذب الموظف بقطرات محدودة من المرتب، تُبقيه حياً بالكاد، لكنها لا تُثمر إلا الهمّ والجوع والفقر والمرض.

وإذا قارنا فوائد نظام الري بالتقطير للنبات والموظف سنجدها كالتالي :

في الزراعة، التقطير يمنع هدر المياه، وفي معاش الناس، التقطير يمنعهم من الطعام والدواء والمسكن .

في الحقول، التقطير يزيد الإنتاج، وفي المؤسسات ، يزيد الانهيار والفساد.

النبات يزداد خضرة ونماء، أما المواطن فيزداد شحوباً وهزالاً.

يا معاليه… لو كان الموظف شجرة لربما أزهر، لكنكم جعلتموه ورقة ذابلة، تنتظر قطرة راتب ليعيش يوماً آخر لعذاب يوم جديد .

مقالات الكاتب