مرة أخرى تشتعل ساحة العروض في خور مكسر بعدن بحضور ماجدات الجنوب ليؤكدن للعالم أجمع وفي أقل من أسبوع على صلابة موقفهن ومطالب شعب الجنوب قاطبة. 

هذه المرة يتصدر المشهد مطلب أساسي وحيوي يلامس حياة كل مواطن ألا وهو تحسين الخدمات وعلى رأسها أزمة الكهرباء المستعصية التي عجزت الحكومات المتعاقبة عن إيجاد حل جذري لها، هذا الحشد النسائي ليس مجرد تجمع عابر بل هو تعبير صادق عن مدى المعاناة التي يكابدها الأهالي جراء الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي وتأثيرها الشامل على مناحي حياتهم اليومية.
تجسد هذه التظاهرة إصرار الجنوبيات على البقاء والصمود في أرضهن متمسكات بحقوقهن المشروعة التي طال انتظار تحقيقها. 

لقد أثبتن أنهن شريك أساسي في النضال من أجل غد أفضل وأن صوتهن لا يقل أهمية عن أي صوت آخر في المطالبة بالعدالة وتوفير سبل العيش الكريم، إن حضورهن القوي والمؤثر في ساحة العروض يبعث برسالة واضحة مفادها أن صبر الجنوب قد نفد وأن المطالبة بتحسين الخدمات الأساسية وفي مقدمتها الكهرباء لم تعد مجرد أمنية بل حقا لا يمكن التنازل عنه.

ختاما فإن هذا الحراك النسائي المتجدد في عدن يمثل بارقة أمل ونقطة تحول مهمة في مسيرة المطالبة بالحقوق. إنه يؤكد على أن إرادة الشعب وخاصة إرادة نسائه قادرة على تجاوز الصعاب وإحداث المستحيل. 

ويبقى الأمل معقودا على أن تستمع الجهات المعنية لهذا الصوت الصادق وأن تتحرك بجدية لتلبية هذه المطالب العادلة بما يضمن حياة كريمة ومستقبلا أفضل لأبناء الجنوب.