الكرش في ثقافتنا العربية: بين الأقوال الشعبية والواقع الصح

 

الكرش في ثقافتنا العربية مصطلح يحمل الكثير من الرموز والمعاني. فهو رمز الثراء والوفرة، وقد يصل في بعض الأحيان إلى أن يُعَبَّر به عن الجمال، رغم أننا نصور الشخصيات ذات الكرش الكبير بطريقة كوميدية ومرحة، إلا أن هذه الأقوال الشعبية تعكس جزءًا من تراثنا الثقافي.
ففي ثقافتنا الشعبية، نجد العديد من الأقوال التي ترتبط بالكرش، ومنها:
- "الرجل بلا كرش كالبيت بلا عفش".
- "الرجل بلا كرش لا يساوي قرش".
- "الكرش يجلس الرجل على العرش".
- "الكرش هيبة وعز".
- "قبل ما تسأل عن قرشه، اسأل عن كرشه".
- "من قرشك؛ اعمل كرشك".
- "الثقل مو بالشخصية؛ الثقل بالكرش".

هذه الأقوال تعكس قيمة الكرش في تقدير الرجل الاجتماعي، حيث يرتبط بالسلطة والقوة ويمنح الرجل مكانة مرموقة وهيبة وشرف.. ويعتبر بناء الكرش استثمارًا للثروة والنجاح، حيث يعكس قوة الشخص وذكائه وحكمته.

على الرغم من تغير مفهوم الجمال والصحة في العصر الحديث، إلا أن هذه الأقوال الشعبية لا تزال تحتفظ بمكانتها في واقعنا. ومع ذلك، يجب أن نصحح هذا المفهوم ونتعلم من معارفنا وتطوراتنا الحديثة.

فالكرش ليس مجرد قضية مظهرية، بل هو أيضًا مشكلة صحية شائعة؛ إذ يؤدي إلى زيادة احتمالية ارتفاع ضغط الدم والإصابة بسكر الدم. كما يؤثر على القدرة الجنسية ويجعل الجسم يبدو غير متناسق.

للتخلص من الكرش وأضراره:
- يجب اتباع نمط حياة صحي وتغذية متوازنة؛ نهتم بنمط حياتنا اليومي. فالنوم الجيد والتقليل من التوتر يلعبان دورًا كبيرًا في الحفاظ على صحة الجسم. وتناول وجبات متوازنة تحتوي على الفواكه والخضروات والبروتينات والحبوب الكاملة.
- إنقاص الوزن بطرق صحية ومستدامة؛ نتجنب الحميات القاسية والتركيبات الغذائية غير المتوازنة. فالهدف هو الوزن الصحي والمستدام. ويجب البدء بتغيير عاداتنا الغذائية تدريجيًا. وتجنب السعرات الحرارية بشكل مفرط.
- ممارسة النشاط البدني بانتظام؛ فالرياضة تلعب دورًا كبيرًا في حرق السعرات الحرارية وتقوية العضلات. لنختر النشاط المناسب ونجعله جزءًا من روتيننا اليومي.
- الابتعاد عن العادات الغذائية السيئة؛ كتناول الأطعمة العالية بالدهون المشبعة والسكريات المضافة.  والبحث عن بدائل صحية للوجبات السريعة والوجبات غير الصحية.
- اتباع النهج الإسلامي في المجال الغذائي؛ إذ يشجع ديننا على الاعتدال والاقتصاد وعدم الإسراف في الأمور كلها، بما في ذلك الغذاء، بل يتعداه إلى أقل من المتوسط، فهي إنما (لقيمات) وأما الثلث فإنما إن (كان لا محالة)! أي قليل متنوع يلبي احتياجات الجسم ويسهل هضمه وامتصاص عناصره الغذائية. فالكثير -وإن كان متنوعا- يصعب هضمه ومعظم عناصره -إن لم يكن كلها- تذهب فضلات، وذلك هو عين الإسراف والتبذير!
وختاما، يجب أن نتذكر أن الصيام في الإسلام ليس مجرد تقدير روحي؛ بل هو أيضًا إعداد جسمي سليم للقتال في سبيل الله، الذي يستلزم جسما صحيا غير مثقل بالكتلة والكرش، فهو متنافٍ مع القيادة والجندية في المجال الحربي. لذا دعونا نلتزم بالنصائح الصحية ونحافظ على صحتنا ووزننا بشكل مستدام. ولنتذكر أن "المعدة بيت الداء ورأس الدواء الحمية"، والحمية إنما هي اتباع نمط غذائي صحي.
والله تعالى أعلم!
ودمتم سالمين!

مقالات الكاتب