قصة قصيرة : أثمار المحروقي
في إحدى الأيام و بينما كنتُ ذاهبة إلى عملي في الصباح الباكر وكان وقتها الطقس بارد وجميل، وأثناء خروجي من باب البناية التي أسكن فيها وماهي إلا خطوات قليلة من إبتعادي عن بوابة البناية إلا ولمحتُ غراب مستلقي على الأرض
وكان ملطخاً بالدماء و يتقلب على الارض يميناً ويساراً ويحاول أن يُساعد نفسة على الطيران إلا انه لم يستطع فنظرت حولي لم أجد أحد فقلت لعلئ وعسى ارئ احد فاطلب منه مساعدة هذا الغراب ولكن لم يكن في الشارع إلا أنا والغراب ولم يمر أحداً حينها أي شخص في ذلك الوقت
حينها أثارني الفضول فاقتربت منه لكي اساعده وفجاءة وبينما وأنا اقترب نحوه رايت سرب من الغراب يصيحون على صوت واحد ونحن نعرف كم هو مزعج صوت الغربان وبالذات عندما يصدر من مجموعة كبيرة منهم فنظرت إليهم إذ هم مهرولين بالنزول نحو الغراب المرمي على الأرض وكأنهم يريدوا الهجوم عليه....ابتعدت عنه لارى ماذا يريدون منه !
لكن مارايته وشاهدته بأم عيني لايمكن ان اصفة لأنه مشهد تقشعر له الأبدان .... فقد كان كل واحد من هؤلاء الغربان ينزل لينقر الغراب المرمي على الارض عدة نقرات ويطير ويأتي الاخر ويعمل مثل الذي قبله وهكذا ، وهو مرمي على الارض لايستطيع الحراك أصابتني الدهشه والذهول من هول ماشاهدته من هذا الحدث وعندما اردت التدخل ومساعدته أرتفعت أصواتهم وكانهم يقولو لي ابتعدي عنه ولكن لم ابالي اقتربت منه اكثر إلا انهم بداوء بالاقتراب نحوي فانصبت بالذعر والخوف وركضت بعيداً وعندما ابتعدت عنه...طاروا نحو الغراب وانشغلوا به ...
بقيت بعيده عنهم وواقفه مكاني ارتعبت من فضاعة المنظر وانا اشاهدهم ماذا سيعملون ...ظلت الغربان تنقر فيه حتى توقف الغراب المسكين عن الحركة وادركت حينها انه مات.
حزنت جدا من هذا المشهد المروع والمخيف فقلت في نفسي حتى الطيور فيما بينهم يتصارعون بطريقة وحشية بعدها لم استطيع عمل اي شيء ، ذهبت الى العمل اما الغربان مازلوا يطيروا فوق الغراب المسكين وهم يصيحون على صوت واحد على الرغم انه قد مات إلا أنهم مازالوا يحلقون فوقه ....وأما أنا ظل فكري شارد وافكر ... ويدورفي خاطري عشرات من الاسئلة ماذا اقترف الغراب حتى ينال هذا الجزاء.
وعند عودتي الى المنزل ومررت من نفس الشارع الذي كانت فيه الحادثة ....هنا كانت الصدمة لي !
فلم ارى الغراب على الارض بحثت هنا وهناك لم يكن له أي أثر
حزنت كثيرا عليه لاني لم استطيع مساعدته، وعدتُ أدراجي إلى المنزل ومازالت العشرات من الاسئلة تدور في خاطري
واولها ...
لماذ قام الغربان بقتل هذا الغراب بهذه الوحشية ؟
فالإجابة على هذا السؤال يحتاج الى بحث عن حياة الغربان وبالفعل بحتث بل وتذكرت وعرفت السبب الذي جعل جميع الغربان ينقروه حتى الموت.... لقد قرأت سابقاً عن سيرة وحياة الغربان وبالذات انهم معروفين بأنهم من اكثر الطيور الذين يطبقوا الحكم عند ارتكاب اي واحد منهم جريمة يستحق عليها العقاب
فادركت بعدها ان جريمة هذا الغراب انه اعتدى على زوجة غراب اخر واتاكدت عندما لم ارى جثة الغراب لانهم استغلوا عدم وجودي بالمكان وقاموا بدفنة
ومعروف عنهم أي الغربان من الطيور الذين ينفذوا أحكام العقوبة في ساحة خاصة بهم او في احدى الحقول إلا انه وكما يبدو انه قد هرب منهم وجاء في المكان الذي رأيته فيه فلم يستطيع ان يواصل الطيران فسقط على الارض وحدث ماقلته سابقاً
في بادى الامر تعاطفت مع هذا الغراب...ولكن بعد ماعرفت فعلته فهو يستحق هذا الجزاء...
أخيراً.
العبرة من هده القصة هي
أنني لم ارى العدل في محاكم الإنسان مثل ماشاهدته في محكمة الغربان
ماأجمل تطبيق عدل الله سبحانه وتعالى