خاطرة: أُسامة بليغ الـدرغامي

مَهما صَرخنا وَعوينا وَتظاهرنا بالصلابةِ والرسوخ والقوةِ سَنظل بحاجةٍ لِيَدٍ حانيةٍ تتربّث علێ قلوبنا لِتهدئ.

لِشُعورٍ مُفعم يَفقهُ ما نُعانيهِ في الداخل.. لِأُذنٌ صاغيةٌ تُــدرك وَتـعـيْ مـا نـقـول.

لا أحد منّا يَـودُّ أن يَعيشَ تَحتَ ظِلِّ الأنانية والكراهية علێ الدوام، فَڪُلّ ٳنسانٍ فينا يوجد بداخله طِفلٌ بريئ يَفتقِدُ العطف والحنان...

يفتقِدُ المحبةِ والأمان.

يَفتقدُ السّڪينة والٳطمئنان.

يفتقدُ التسامح والـسّـلام.

يفتقد التواضع وَلين الڪلام.

فٳياڪُم أن تُفقِدوا ٳنسانيتڪُم فـ تُصبحوا ضَحايا التعجرُفِ والغُرور، لا تعيشوا لأنفُسِڪم ولو لوهلة، ڪَفاڪم نُڪْراناً للعَواطفِ وَجُحوداً للمواقف، ٳبحَثوا عن أُولـئك القِلّةُ الصادقة وعيشوا مَعهُم اللحظاتِ رَيثُما كانت، حتێ وٳن أسـآؤوا ٳليڪم لا تأخذوا بِسوْآتِهِما وَتـذكـروا أنّڪُم أخطأتُم يوماً ما...

تغافلوا لِسَفاسِفِ أخطائهم ولا تُزيدوا الطينَ بِلّه، فَـ ڪُلٌ مـنّا لديهِ جـانـبٌ مُظلم وَيعيشُ تَحت وَطأت الستر خائفٌ أن يُهتك.

فَما أجملنا وَنَحنُ نعيش بقلوب ڪأفئدةِ الطيرِ، نَـدعـوا للمحبةِ والـتآلـفُ فيما بيننا  وننسى عَثرات مُحِبينا وَنقذفُ بها ٳلى مستنقع النسيان.

يجب علينا أن نُڪسر سِلسِلة الصمت ونبوح لهم بمشاعرنا ومَحبتنا قبل أن تَحيل بيننا وبينهُم المسافات، فَـوَ الـلَّـــهِ ٳنّ البُعدُ شيءٌ لا يُطاق.

ڪَـم من قلوب لم تَجد من يَحنُّ عَليها فَتَحَجّرت.

وَڪَم من عَواطفُ لَـم تجد من يُبادلُها المعاني فَـ عانت.

وَڪَم من مَشاعر لَم تَجد من يسقيّها فَذَبُلت.

وَڪَـم من أحاسيس لَم تَجد من يُواسيها

فَـ صدئت...

ٳعطوا الحُبّ والحنانَ لِڪُلّ ذي حَقٍّ حَقّه ولا تعثوا في القلوب مُفسدين...

لا تترڪوهم علێ مُفترق الأسئلة، خُــذو من ملامحهُم الٳجابات واختصروا عنهُمُ الڪَلام، لا تترڪوهم يتقيئون ألم الوحده في محطات الٳنتظار آملينَ عـودتڪُم فَـ جَرحُ القلوب بِمثابة خَطأ طبي لا يُشفى... !