مبدأ التصالح والتسامح كان له الدور الحقيقي في طي صفحة الماضي

سالم الدياني : في الجنوب تباينات وليس خلافات

صدى الحقيقة : علي القميشي - العربي

يقلّل رئيس «الهيئة التنسيقية لشباب الجنوب»، سالم الدياني، من أهمية الخلافات بين فصائل الحراك الجنوبي، مدافعاً بأن «الصراعات على السلطة في صنعاء أكثر بكثير مما حصل في عدن». ويرى الدياني، في حوار مع «العربي» أن مبدأ «التصالح والتسامح الجنوبي» ساهم في «طي صفحة خلافات الماضي»، و«توحيد الجهود» للمطالبة باستعادة الدولة الجنوبية السابقة، معتبراً أن تأسيس «المجلس الإنتقالي الجنوبي» جاء كـ«ضرورة حتمية فرضتها طبيعة المرحلة»...

إلى تفاصيل الحوار : 


عندما انطلقت فعاليات الحراك في 2007، هل كنتم تدركون خطورة ما تقدمون عليه في ظل الرفض الإقليمي والدولي لمطالبكم؟

حينما انطلقنا في ثورتنا السلمية لرفض تواجد الإحتلال اليمني على أرضنا، كنا ندرك ومتيقنين من أن الطريق الذي نسير فيه لم يكن مفروشاً بالورود، ولكن الحقيقة الثابتة أننا أصحاب حق ولا بد من انتزاعه، والمجتمع الإقليمي والدولي محصلة قناعاته لا تخرج عن المصلحة. وكما تعلم أن العالم يدور وفق استراتيجية المصالح المشتركة، فموقعنا الجيو-استراتيجي يجعلنا نحظى باهتمام كبير من المراقب الدولي.

ما هو تفسيركم للانقسامات التي ظهرت بينكم منذ السنوات الأولى لانطلاقة الحراك الجنوبي؟ في ظل الحركة الشعبية المفتوحة أمام الجماهير، وعدم وجود حزب أو تنظيم سياسي محكوم بقواعد تنظيمية، فمن الطبيعي أن تظهر التباينات هنا أو هناك، ولكنها لم ولن ترتقي إلى حد الخلاف المتعارف عليه كاصطلاح شعبي.
ما الفائدة التي حققها مبدأ «التصالح والتسامح» إذاً؟
مبدأ التصالح والتسامح كان له الدور الحقيقي في طي صفحة الماضي، ولولاه لما تحققت الأرضية الصلبة لانطلاق حراكنا السلمي، ولما ظهر هذا الزخم الكبير من مختلف مناطق الجنوب.
الرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح، كان يتحدى القيادات الجنوبية بالجلوس إلى طاولة واحدة، ألا ترى أنه كان يدرك طبيعة العقلية السائدة في الجنوب منذ أحداث الثمانينيات؟
صالح حينما قال عبارته هذه تناسى شيئين أساسيين: الأول متعلق بالدور الذي لعبه نظامه الشمولي في تغذية تلك الصراعات، وآخر محاولته إيهام المجتمع الدولي والمراقب للوضع السياسي بأن الصراعات مصدرها ومنشأها الجنوب، ليثبت للعالم أن الجنوب غير قادر على إدارة نفسه، بينما الحقيقة عكس ذلك تماماً. ففي العربية اليمنية صراعاتهم على السلطة أكثر بكثير مما حصل في الجنوب، وأشهر تلك الصراعات قيامه هو والجنرال علي محسن الاحمر بالقضاء على الناصريين، ودفنهم أحياء.


 
المجلس الإنتقالي الجنوبي جاء كضرورة حتمية فرضتها طبيعة المرحلة :

شاركتكم في القتال تحت راية «التحالف» و«الشرعية» بلا ضمانات، لماذا إذاً تنزعجون عندما تعلن السعودية والإمارات أنها مع الحفاظ على وحدة اليمن ومنع تقسيمه؟
كنا أمام خيار واحد لا ثاني له، وهو مواجهة الغزو الثاني لصالح والحوثي، منذ اللحظات الأولى عندما وطأت أقدامهم أرض الجنوب. وعندما قدر «التحالف العربي» خطورة الموقف على الأمن القومي العربي بشكل عام جاء قرار انطلاق عاصفة الحزم، وهنا أصبح الهدف مشتركاً، وإن نظر إليه كل طرف من زاويته.

كيف تنظرون إلى قتال الجنوبيين خارج حدود دولتهم السابقة؟
إن هذه الحرب أظهرت شراكتنا مع «التحالف العربي»، ولهذا فإن هذه الشراكة لها مقتضيات نلتزم بها سواء كانت في الحرب ضد الحوثي وعفاش أو في مجال مكافحة الإرهاب. وإن ذهاب قوات من «المقاومة الجنوبية» خارج الحدود الجغرافية للجنوب هو عمل مهني يخضع لتقدير الموقف من قبل المختصين العسكريين.
ماهو توصيفك لـ«المجلس الإنتقالي الجنوبي»؟ ألم يكن تشكيله بإرادة خارجية هي التي تتحكم بتوجهاته؟
المجلس الإنتقالي الجنوبي جاء كضرورة حتمية فرضتها طبيعة المرحلة، والتي تتطلب إيجاد حامل سياسي يمثل القضية الجنوبية دولياً.
أصبح الحراك الجنوبي موزعاً بين فصائل شتى تتتعد ولاءاتها ما بين السعودية والإمارات وإيران... هذا الخليط العجيب ألا يشكل وقوداً لحرب أهلية؟
إن الحراك الجنوبي، مثل ما أوضحت في إجابتي على سؤال سابق، ليس تنظيماً سياسياً يخضع لقواعد تنظيمية، بل هو حراك وإرادة شعبية تترجم معاناة وتطلعات شعبنا الجنوبي لتحرير أرضه واستعادة سيادته عليها، وحصانته هي بلوغ مستوى الوعي لدى شعبنا.
من المسؤول عن تهميش مكونات الشباب واعتزال قياداتها في «الحراك»؟
لم يغب شباب الجنوب ولو لحظة عن تأدية واجبهم في الحراك والمقاومة، سواء كقيادة أو قواعد، متحملين أعباء المراحل السابقة، وتحديات المرحلة إلى جانب رفاقهم من مختلف شرائح المجتمع الجنوبي، بل هم الوقود المحرك لنضال شعبنا الجنوبي وتضحياته.
لماذا تشكلت «الهيئة التنسيقية لشباب الجنوب»؟
لقد كان لا بد من وعاء جامع تجتمع فيه كل الطاقات النضالية الشبابية، ويكون هذا الوعاء صوتاً معبراً عن إرادة شعب الجنوب، وبوتقة يتوحد من خلالها الفعل الشبابي الثوري، ولم تكن تنسيقية شباب الجنوب وليدة اللحظة، بل جاءت امتداداً لمحاولات سابقة لتوحيد الجهد، وكان ميلاد تنسيقية شباب الجنوب إيذاناً لحركة جديدة في تاريخ نضال شباب الجنوب، وتتويجاً لتلك المراحل السابقة. ولم تأت هذه الثمرة إلا لمساندة هيئة رئاسة المجلس الإنتقالي الجنوبي، وعلى رأسهم القائد عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس.
مؤخراً، إستهدفت عملية اغتيال القيادي في الحراك الجنوبي، عبد الله الضالعي، هل ترون في ذلك مؤشراً إلى بداية موجة جديدة من عمليات التصفية؟
إغتيال المهندس عبد الله الضالعي كان صادماً لنا، لما يحظى به من تقدير عال لدينا ولجميع شباب الجنوب في مختلف الفئات النضالية. وهو بدون شك خسارة كبيرة لنا، واغتياله يأتي امتداداً لسلسلة بدأتها مراكز قوى الإحتلال اليمني، ولن تقف عند المهندس الضالعي، رحمه الله، وكلنا مشاريع شهادة في سبيل نيل حريتنا واستقلالنا وسيادتنا على أرضنا.