انكماش الاقتصاد الأميركي 1.6% في الربع الأول من 2022

صدى الحقيقة : وكالات
ثبت اليوم أن كل التنبؤات بخصوص الاتجاه النزولي للاقتصاد الأميركي قد أصبحت واقعاً، بإعلان وزارة التجارة، الأربعاء، انكماشه بأكثر قليلاً من المتوقع في الربع الأول من هذا العام، وسط عجز تجاري قياسي واختناقات متفاقمة في سلاسل التوريد.
الوزارة أعلنت أن الناتج المحلي الإجمالي انخفض 1.6% على أساس سنوي في الأشهر الثلاثة الأولى من العام، معدّلة بالخفض وتيرة التراجع البالغة 1.5% التي أوردتها الشهر الماضي، بعدما كان خبراء اقتصاديون استطلعت رويترز آراءهم قد توقعوا أن تبقى وتيرة الانكماش بدون تغيير عند 1.5%.
واللافت أن هذا الانكماش يأتي بعدما سجل أكبر اقتصاد في العالم نمواً قوياً بلغ 6.9% في الربع الرابع من 2021، في تطور يُعزى أساساً إلى التعافي النسبي بعد عام 2020 الكوروني.
ونما إنفاق المستهلكين، الذي يشكل أكثر من ثلثي الاقتصاد، بمعدل بلغ 1.8% في الربع الأول بدلاً من الوتيرة البالغة 3.1% المعلنة الشهر الماضي، بما يعكس تعديلات نزولية للخدمات المالية والتأمين والرعاية الصحية.
وما أن أُعلن عن هذا الانكماش حتى أعلن رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي) جيروم باول أن هناك خطرا محتملا بأن زيادات أسعار الفائدة ستُبطئ الاقتصاد كثيراً، لكن الخطر الأكبر هو تضخم متواصل يرفع توقعات الناس بشأن الأسعار.
وقال باول، متحدثاً في المؤتمر السنوي للبنك المركزي الأوروبي، إنه في حين "يوجد خطر محتمل" لأن يبطئ البنك المركزي الاقتصاد بأكثر مما هو ضروري للسيطرة على التضخم، "فإنني لا أوافق على أن ذلك هو الخطر الأكبر. الخطأ الأكبر سيكون الفشل في استعادة استقرار الأسعار".
كذلك، قال إن الاقتصاد ما زال "في حالة قوية" وقادر على تجاوز أوضاع الائتمان المشددة مع تفادي الركود أو حتى زيادة كبيرة في معدل البطالة. لكنه أضاف أن الطريق إلى ما يطلق عليه "هبوط ناعم" يصبح "أكثر صعوبة بشكل كبير" كلما استمر التضخم لفترة أطول وزادت فرصة أن تصبح توقعات الناس للتضخم غير مؤكدة.
تراجع مخزونات الطاقة الأميركية
على صعيد آخر، قالت حكومة الولايات المتحدة إن مخزونات النفط التجارية في في البلاد هبطت الأسبوع الماضي، بينما زادت شركات التكرير النشاط، في حين سجل إنتاج الخام أعلى مستوى في أكثر من عامين في استجابة لشح في الإمدادات العالمية وارتفاع الأسعار.
وتحاول صناعة النفط الأميركية تعزيز الإنتاج، لكن المخزونات تواصل التراجع وهبطت الإمدادات في مركز التسليم في كاشينغ إلى أدنى مستوى منذ أكتوبر/تشرين الأول 2014، بحسب بيانات من إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
الوكالة الحكومية أوضحت أن مخزونات الخام تراجعت 2.8 مليون برميل على مدار الأسبوع المنتهي في 24 يونيو/حزيران إلى 415.6 مليون برميل، بينما كان محللون شملهم استطلاع أجرته رويترز قد توقعوا انخفاضاً قدره 569 ألف برميل.
وارتفع إنتاج النفط الأميركي إلى 12.1 مليون برميل يومياً، وهو أعلى مستوى منذ أبريل/نيسان 2020.
وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة أن مخزونات الخام في مركز التسليم في كاشينغ بولاية أوكلاهوما انخفضت 782 ألف برميل الأسبوع الماضي. ودفع ذلك المخزونات في كاشينغ إلى 21.3 مليون برميل، وهو أقل مستوى في 8 أعوام.
وأشارت البيانات إلى أن مخزون البنزين زاد بمقدار 2.7 مليون برميل على مدار الأسبوع الماضي إلى 221.6 مليون برميل، بينما كانت توقعات المحللين في استطلاع رويترز تشير إلى انخفاض قدره 452 ألف برميل.
وأظهرت البيانات أن مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة، ارتفعت 2.6 مليون برميل إلى 112.4 مليون برميل مقابل توقعات بزيادة قدرها 328 ألف برميل.
وقالت إدارة معلومات الطاقة إن صافي واردات الولايات المتحدة من النفط الخام انخفض الأسبوع الماضي 36 ألف برميل يومياً إلى 2.62 مليون برميل يومياً.