المخدرات في الجنوب … تجارة مافيا الموت أم حرب موجهة !!

صدى الحقيقة : خاص
تعتمد جماعات وحركات الإسلام السياسي العنيفة على تجارة الممنوعات منها المخدران بمختلف أصنافها  في تمويل و تنفيذ أجنداتها السياسية ، على مدى تاريخ سعيها الدموي للسلطة ركزت هذه الحركات على اختبار كل الوسائل من أجل امتلاك عقول الشعوب أو تخريبها وتحويلها إلى قطيع تهشها إلى حيث تريد.
 ولم تعرف المخدرات طريقها إلى عامة شعوب الشرق الأوسط ولا سيما المنطقة العربية إلا مع ظهور حركتين إسلاميتين سياسيتين تمثلان ذروة التطرف الفكري والمنهجية العنيفة في ممارساتها ووسائل سلوكها ، وكانت هاتين الحركتين هما الخمينية الشيعية  والإخوانية الداعية والساعية إلى إقامة الخلافة بحد السيف وشفرة المشرط – كما جاء في نظرية السيف والشرط للسيد قطب.
تتمركز الخمينية الشيعية في إيران البؤرة الأساسية ومستنقع تهريب المخدرات وواحدة من الطرق الرئيسية لتسويق المخدرات إلى أوروبا والشرق الأوسط من أفغانستان المجاورة، أكبر منتج في العالم لخشخاش الأفيون، وهو مادة الهيروين الخام. 
وارتفع إنتاج الأفيون في أفغانستان بشكل حاد منذ التدخل العسكري للولايات المتحدة وحلفائها في عام 2001 للإطاحة بنظام طالبان، وخلال هذه  الفترة تعرضت إيران لعقوبات تجميد أصولها المالية وتوسعت أنشطتها التخريبية في المنطقة عبر مليشيات باهضة الكلفة فلجأت إلى توسيع نشاط الاتجار بالمخدرات. 
لعب “الحرس الثوري” في الاتجار بالمخدرات وتوزيعها داخل إيران وخارجها، والتي أصبحت الآن محور انتباه المجتمع الدولي ، ففي شهري نيسان (إبريل) وأيار (مايو) 2020 م فقط، في موانئ ومطارات إيطاليا وبلغاريا ورومانيا واليونان وأفغانستان وتركيا وسوريا، تم اكتشاف شحنة كبيرة من المخدرات الإيرانية، وجرى مصادرتها من قبل القوات المسلحة التابعة لهذه البلدان، في حين أنّ معلومات مختلفة حول هذه الأحداث نقلتها وكالات الأنباء العالمية المختلفة. 
وفي تقريرها الصادر في حزيران (يونيو) لعام 2017، قدّرت الأمم المتحدة أنّ إنتاج الأفيون في أفغانستان كان 4800 طن على 201000 هكتار من الأراضي المزروعة بشكل غير قانوني في عام 2016، مقارنة مع أقل من 200 طن في عام 2001م وتعد أفغانستان موطئ العلاقة بين جماعة الإخوان وإيران أثناء حربها المشتركة على القوات الأمريكية وعشر سنوات في جبال تورا بورا لإدارة وتخطيط استهداف حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة العربية.
وتعد أفغانستان أيضا موطن ومصدر سلاح جهاد الحشيش الذي تستخدمه تلك الحركتين الإرهابيتين في وقتنا الراهن ضد الجنوب وبصورة ممنهجة وبتنسيق وتسويق عنقودي مشترك .    
ما يتم الواجب إلا به فهو واجب :
 في حديث مع “العربية نت” قال  المستشار عماد أبو هاشم، القاضي المصري السابق، جماعة الإخوان التي انشق عنها وعاد من تركيا إلى مصر مؤخراً : “إن الإخوان ولتبرير تصرفاتهم وسلوكياتهم غير المشروعة يطبقون قاعدة “ما يتم الواجب إلا به فهو واجب”. 
وفي ذات السياق وصف قيادي إخواني منشق عن الجماعة، الإمكانات المادية الضخمة التي تملكها جماعة «الإخوان» الإرهابية، وتنفق منها على تنفيذ عملياتها الإرهابية في العديد من المناطق في العالم، بأنها «جمعت من حرام» مشيراً إلى أن الجماعة لم تتورع في يوم عن الاتجار في كل الأشياء الممنوعة، بهدف تنمية موارد التنظيم الدولي، بما فيها تجارة المخدرات.
وكشف القيادي الإخواني السابق ثروت الخرباوي عن تفاصيل فتوى غريبة، صدرت منتصف الثمانينيات عن مجمع فقهي دولي تابع للجماعة، تبيح اتجارها في مخدر الحشيش، وزراعة من أجل تمويل أنشطة الجماعة.
مشيراً إلى أن هذه الفتوى صدرت عن مجمع فقهي كان يترأسه الشيخ أبو الحسن الندوي، ومن أبرز أعضائه يوسف القرضاوي والشيخ حسن أيوب، استنادا إلى قاعدة إخوانية تقول «أن الممنوع قانونا ليس بالضرورة أن يكون حراما شرعًا»! وقال الخرباوي إن هذا المجمع ضرب مثلاً بدول تسمح بزراعة وتعاطي مخدر الحشيش والأفيون، مثل أفغانستان وباكستان، ودول أخرى.  
جهاد الحشيش ضد الجنوب  :
يرى إخوان اليمن ان ما تسمى بالوحدة اليمنية فرض تعبدي كالصلاة، لا يكون المسلم مسلما بدونها  ، على أساس ان الرافض لها رافض لركن من أركان الإسلام ولهذا يتوجب جهاده .
 وهذه فتوى جديدة تم تمريرها من خشبة مسرح وعلى لسان المسرحي الإخواني فهد القرني ، لكن فتاوى الجهاد العسكري التكفيري الإخواني على الجنوب ، لم تعد ذي جدوى لا سيما وان ردة فعل شعب الجنوب دفعت بعقيدة وطنية أقوى أبطلت بقوتها الشعبية والسياسية والدينية والدفاعية والأمنية المنظمة سلاح الجهاد الإخواني الإرهابي  على الجنوب من خلال الغزو المسلح.
هذا الإفلاس الإخواني كان الانهزام الذي قربها أكثر إلى مليشيات الحوثي ، وعبر تعاقدات وتحالفات ثأرية إرهابية على الجنوب جرى تنويع وسائل الاستهداف للجنوب وكان حشيش الجهاد سلاحه . 
ومنذ الهزيمة التي ألحقتها ألوية العمالقة الجنوبية والمقاومة الجنوبية بالمليشيات الحوثية في شبوة مطلع العام الجاري وطردها من مديريات بيحان زادت أكثر حاجة مليشيات الإخوان  للمليشيات الحوثية والعكس صحيح وازدادت الحاجة إلى سلاح تدميري للعقلية الجنوبية الشابة. 
وعلى ضوء تماهيها الذي تجلى في تسليم بيحان لمليشيات الحوثي قبل ان يتم تحريرها وسعت جماعة الإخوان من شاركتها مع الحوثيين وبمساعدة شبكات نفوذ في الحكومة وعصابات الجريمة المنظمة التي أنشأها صالح عفاش في الجنوب ، وتركز تحالفها على افتعال الأزمات وزراعة الإرهاب والأخطر إغراق الجنوب بآفة المخدرات، وهو في الحقيقة نهج وسلوك تآمري وحرب متجددة على الجنوب وبات التصدي لها أحد أشكال الدفاع عن مشروع التحرري الجنوبي وواجب وطني وديني.
  الأهداف والغايات  : 
عبر شبكات عنقودية ومنظمة  تتم عملية إغراق الجنوب بالمخدرات التي تستهدف الشباب  بدرجة رئيسية وذلك للسيطرة على عقولهم ومن ثم وتوظيفهم لتحقيق الأهداف التالية: 
–  نشر الجريمة من خلالهم وعلى أوسع نطاق في الجنوب.
– استهداف الأسرة والمجتمع الجنوبي وضرب الأمن والاستقرار والسكينة العامة. 
– إفراغ عقول شباب الجنوب من الإيمان بقضيته ونضاله في استعادة دولته الجنوبية وإشغاله بعذاب وجحيم الإدمان على المخدرات.
– السيطرة على عقول الشباب وتوجيهها للمعتقدات المنحرفة.
 – تجنيد الشباب المدمنين على المخدرات في التنظيمات الإرهابية مقابل حصولهم على المادة المخدرة .
 وخلاصة القول  لا يكاد يمر أسبوع دون تسجيل عملية ضبط لكميات من المواد المخدرة والقاء القبض على عصابات متخصصة بتهريب المواد المخدرة، سواء كان ذلك قبالة البحار أو في المنافذ أو داخل المدن الجنوبية .
ووفقا لمحاضر تحقيق الجهات الأمنية ان تلك الكميات المهولة كانت في طريقها إلى الجنوب وبكل تأكيد سيذهب منها إلى صنعاء كونها مصدر دخل مليشيات الحوثي وباعتبارها الوصفة السحرية التي مكنت الحوثي من تحويل أغلبية من يصفون أنفسهم ”  أصل العرب ” إلى مجهود إيران البشري والمادي في تآمرها وحربها على الأمة العربية.
وهنا تبرز أسئلة : كم يا ترى حجم الكميات التي نجحت في الوصول إلى الداخل ؟ منهم وكلاؤها ورؤوسها الكبيرة ؟ إن الإجابة على هذا السؤال تكون بالإمساك بالخيوط الرئيسية، خيوط التسليم والاستلام في المنافذ السيادية ومناطق التهريب وبالتالي  تطلب وبصورة عاجلة تمكين القوات المسلحة الجنوبية السيطرة الكاملة على كافة المنافذ والشريط الساحلي من المهرة إلى باب المندب وتزويدها بالامكانيات والوسائل اللازمة لأداء مهامها .
فعملية تهريب المخدرات وكما أثبتته التحقيقات والتقارير الدولية تقوم بها شبكات منظمة تتبع إيران وأخطر التنظيمات الدولية كالتنظيم الدولي للإخوان والحرس الثوري الإيراني الذي استطاع من خلال شبكاته اختراق الحائط الأوروبي.