د. سالم لعور : الجنوب في أياد أمينة اللواء أحمد بن بريك .. أيقونة النضال الجنوبي ورجل القرار والمواقف الصعبة

صدى الحقيقة: خاص
صدى الحقيقة:خاص 
 
قادة الثورات ورواد التغيير السياسي والاقتصادي والتنموي والاجتماعي يخلدهم التاريخ ويسجلهم في أنصع صفحاته .. فهم أيقونات الحرية ورجال المواقف الصعبة وأصحاب المبادئ الثابتة الذين لا تغريهم مغريات المال ولا السلطة ويرفضون التبعية وحياة العبودية ويستميتون في الدفاع عن شعوبهم وأوطانهم وقيم ومبادئ وأهداف ثوراتهم مهما كلفهم ذلك من تضحيات وصبر على المكاره ونوائب الدهر وصروف الحياة ،
هكذا هم المناضلون الحقيقيون الذين يضحون بأنفسهم ويتحملون مشاق الحياة وعناء الشدائد ليس من أجل مصالحهم الشخصية أو تحقيق مآرب خاصة بهم أو مكاسب حزبية أو سياسية ضيقة ولكنهم إنما يضحون بكل ما يملكون من غال ونفيس على حساب وقتهم وجهدهم وصحتهم من أجل أوطانهم وشعوبهم في سبيل الحرية ونيل الاستقلال ، وتحقيق ما تنشده مجتمعاتهم من أجل التحرر والانعتاق من حياة العبودية والاستعمار وفي سبيل العيش في الحياة بكرامة وعزة وشموخ .
وعودة على بدء فالحديث عن الهامات الوطنية التي سطرت أروع الملاحم البطولية دفاعاً عن شعوبهم وقضاياها المصيرية ليس سهلاً ، لانه مسؤولية تجاه الله والوطن والشعب .. سأتحدث اليوم عن هامة وطنية جنوبية كان لها دور بارز ومواقف وطنية في سبيل القضية الجنوبية، وإرساء مداميك بناء واستعادة الدولة في الجنوب.
إنه اللواء أحمد سعيد بن بريك رئيس الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي وواحد من أبرز القيادات الجنوبية التي أنذرت نفسها للدفاع عن الجنوب خلال مختلف المنعطفات السياسية والصراعات الدموية التي كانت تستهدف الجنوب وطنا وشعبا وأرضا وثروة . . القائد احمد بن بريك رمز جنوبي يشار إليه بالبنان .. شخصيته جمعت بين الخبرة العسكرية التي اكتسب مهاراتها سنوات طويلة في السلك العسكري تدرج خلاله في مختلف المناصب العسكرية التي تولاها وأثبت كفاءته القيادية وأدارها بامتياز .. وتلك النجاحات المتتالية التي استطاع أن يحققها اللواء بن بريك تنم عن شخصيته الكاريزمية في فن الإدارة والتي تفوق من خلالها على أقرانه الذين عاصروه ، وكان للدورات الخارجية والداخلية التي اجتازها بنجاح وامتياز مع مرتبة الشرف أثرها البالغ في صقل موهبته القيادية ليس على المستوى العسكري فحسب ، بل على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، علاوة على قوة الانتماء الوطني الجنوبي لدى اللواء بن بريك ، وشكلت تلك العوامل المتكاملة شخصيته القيادية لإدارة كثير من المناصب التي تولاها لاحقاً ، واستطاع من خلالها قيادة دفة الجنوب إلى بر الأمان إلى جانب القيادات الجنوبية المخلصة وفي مقدمتها الرئيس القائد عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ورفاق النضال الوطني الجنوبي الذين صمدوا وتحملوا كثيراً من الصعاب ومشاق العمل السياسي والعسكري الجنوبي ، وقبلوا التحديات في المواقف الصعبة ، وكان لهم ما أرادوا في الوقوف إلى جانب خيارات شعبنا الجنوبي وقضيته الوطنية ، والتصدي لمشاريع الاحتلال اليمني البغيض ومخططات حزب الإصلاح والإخوان والحوثيين والحكومة الشرعية اليمنية .. تلك المخططات التي تخادمت سياسيا وعسكريا ودينيا لاستهداف الجنوب وشعبه وقيادته السياسية الجنوبية ممثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي تحت قيادة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي.
اللواء احمد بن بريك قائد جنوبي بامتياز ، وواحد من الرواد الأوائل الذي صنعوا تاريخا وطنيا جنوبيا ناصع البياض وأحدث نقلة نوعية في مضمار العمل السياسي والعسكري على مستوى الجنوب قاطبة في مختلف المراحل السياسية ومنعطفاتها لما تميز به من قدرات خارقة في الحكمة واتخاذ القرارات الصائبة والتي أثمرت نتائج إيجابية وأسهمت في حقن الدماء وقطع دابر الفتن والصراعات ، وإفشال مؤامرات أعداء الجنوب التي عملت آنذاك على تزكية تلك المؤامرات والدسائس والتي ذهبت في مهب الرياح وصارت أثرا بعد عين تجر معها أذيال الخيبة والندم والهزائم والفشل الذريع .
اللواء أحمد بن بريك قائد مقدام وشجاع وحكيم ، وأثبتت التجارب أنه صاحب تجارب ناجحة اكتسب من خلالها كثير من الدروس والعبر في معترك الحياة العسكرية والسياسية والاجتماعية ، فكانت حكمته وحنكته في اتخاذ القرار هي العنوان الأبرز في خروجه دائما شامخ الرأس ، يرفع شأن وطنه وشعبه ومحيطه الاجتماعي ، وقد بدأت ملامح ظهور الحكمة في سلوك شخصية اللواء بن بريك حين اندلعت أحداث سابقة في العام 1986م في الجنوب  وحدثت اغتيالات وتصفيات جسدية في مختلف المؤسسات العسكرية والأمنية باستثناء اللواء الأول دفاع جوي بعدن الذي كان اللواء أحمد بن بريك قائداً له حينها واستطاع بحكمته الفذة  تجنيب لواءه من اقتتال أفراده وضباطه فيما بينهم ، وحافظ على كل منتسبيه ، خلال الحرب .
الكاريزما القيادية للواء أحمد بن بريك رئيس الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي تكمن في اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب ،  وتجلى ذلك بوضوح حين أعلن اللواء بن بريك الإدارة الذاتية للجنوب، بعد أن فرضت الحكومة الشرعية الحصار الجماعي على شعب الجنوب وعلى أبناء العاصمة الجنوبية عدن والذي شمل الخدمات التي شهدت ترديا كبيرا ، علاوة على انهيار العملة الوطنية وانقطاع المرتبات ، وجاء القرار للتخفيف نوعا ما من وطأة هذا الحصار الذي لم تشهده العاصمة عدن والمناطق المحررة في تاريخها بهدف السيطرة على الموارد التي يتم التلاعب والعبث بها من قبل مايعرف بالشرعية آنذاك، وهذا القرار الصائب كان قد أصاب الحكومة الشرعية الفاسدة بمقتل ، وعملت بكل ما تملكه من إمكانيات وقنوات للضغط عبر التحالف للتراجع عن قرار الإدارة الذاتية ، وقبل الجنوبيون ذلك حفاظا على الشراكة مع التحالف العربي والتزاما لما تم الاتفاق عليه لإشراك الجنوب كطرف محوري في  اتفاق الرياض ومشاوراتها والشراكة في حكومة المناصفة والتي كان الجنوب طرفا أساسيا فيها .
كاريزما اللواء أحمد بن بريك التي صقلتها خبرات السنين في مختلف المناصب التي تقلدها عسكريا ومدنيا تمضخت في صواب الحكمة والنبل السياسي فظل باستمرار يدعو إلى توحيد الصف الجنوبي والحوار الوطني الجنوبي - الجنوبي ، ولم الشمل ، والانفتاح على الآخر والقبول بالرأي الآخر ، والترحيب بالحوار الجنوبي الداخلي والخارجي الذي أعلنه القائد الرمز الرئيس عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ، فصال اللواء بن بريك بكل الاتجاهات داخليا وخارجيا والتقى بالقيادات العليا والوسطية للقوى والمكونات الجنوبية ، ودعاهم للمشاركة السياسية في توجهات أبناء الجنوب ولتحقيق إرادتهم وطموحاتهم وتطلعاتهم نحو التحرير والاستقلال واستعادة دولة الجنوب والمشاركة في بنائها وتفويت الفرص على أعداء الجنوب في الداخل والخارج من شق الصف الجنوبي ، ومحاولتهم اليائسة من إعاقة التقدم الذي تحقق للقضية الجنوبية في ظل قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي ، والتي أسهمت في تحقيق كثيرا من الانتصارات السياسية والعسكرية والأمنية والدبلوماسية حتى غدت قضية الجنوب معترف بها على المستويين الإقليمي والدولي ، ولم يتبق إلا توحد الصف الجنوبي ، وبدء عجلة التنمية والتطوير والنماء لتحقيق تطلعات شعبنا الجنوبي ، ونيل استقلاله واستعادة دولته الجنوبية .
اللواء أحمد بن بريك المرجعية السياسية والنضالية لمحافظة حضرموت خاصة والجنوب عامة ، وأول محافظ لحضرموت بعد تحريرها عندما تعرض الجنوب للغزو الثاني كان القائد بن بريك في مقدمة الصفوف يقود كفارس مقدام لا يشق له غبار عملية تحرير حضرموت الساحل ويتولى ادارتها كأول محافظ لحضرموت بعد تحريرها، واستطاع تطبيع الأوضاع العسكرية والأمنية في المكلا وساحل حضرموت ، ليحدث نقلة نوعية في إطار تطوير الخدمات وتعجيل عجلة التنمية والمشاريع واستعادة حضرموت لحقها في الموارد والموقع الاستراتيجي بمحافظة نفطية ، وازدهرت الحياة انتعاشا في ظل قيادته للمحافظة في كل الجوانب الخدماتية والتنموية وغيرها ، وأعاد لحضرموت الحضارة والدولية والتاريخ مكانتها الحقيقية ، ومع ذلك ظل كالشجرة الباسقة تثمر من اجل حضرموت وأبنائها ، إلا أنه لم يسلم من الأذى من قبل أعداء الجنوب ومشاريع الأخونة ، ولكنه ظل يواصل عمله السياسي والعسكري في خدمة شعبنا الجنوبي وقضيته العادلة ولا يستطيع أحد نكران ما قدمه اللواء بن بريك من مواقف مشرفة في هذا الاتجاه والتي لا تزال مستمرة حتى اليوم .
 
وخلال انعقاد جلسات الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي في دورتها الخامسة التي انعقدت في العاصمة الجنوبية عدن تزامنا مع احتفالات شعبنا الجنوبي بالذكرى الثامنة والعشرين لإعلان فك الارتباط عن الجمهورية العربية اليمنية بعد فشل مشروع ما يسمى بالوحدة اليمنية ، ومع إعلان تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي في ذكراه الخامسة  تمحورت كلمة القائد اللواء أحمد بن بريك رئيس الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي حول خارطة الطريق التي يقودها شعبنا الجنوبي بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي في المرحلة القادمة لحماية المكاسب التي تحققت خلال الفترة المنصرمة بهدف ضمان السير في الطريق الآمن مستقبلا نحو المضي باتجاه استعادة دولة الجنوب .
وأكد اللواء بن بريك في خطابه في الدورة الخامسة للجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي أن توصيات الدورة ستصب في إطار تحسين المستوى المعيشي لشعب الجنوب ، والاستمرار في تحقيق حلم أبناء الجنوب باستعادة دولتهم ، وجهود محاربة الأرهاب بكافة أشكاله ، ومكافحة الإرهاب الحوثي وتخادمه مع مشاريع الأخونة التي تستهدف الجنوب أرضا وشعبا وقيادة سياسية في آن واحد ، وتناول خطاب القائد بن بريك التطورات والمستجدات على الساحة الجنوبية ، والسعي إلى تحقيق مزيد من الانتصارات السياسية والعسكرية والأمنية والدبلوماسية وغيرها التي سيتم تحقيقها بتكاتف جهود كل القوى السياسية والمجتمعية والشعبية في الجنوب من خلال الحوار الجنوبي - الجنوبي لما فيه تغليب المصالح العامة لشعبنا الجنوبي وقضيته الوطنية على المصالح الحزبية الضيقة والمآرب الشخصية الخاصة .
ونقول لشعبنا الجنوبي ثقوا أن القادم أفضل وأن الجنوب في ظل قيادته السياسية وعلى رأسها الرئيس الزبيدي والقائد الهمام اللواء أحمد بن بريك رئيس الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي ماض إلى تحقيق حلم وتطلعات إرادة شعبنا الجنوبي في نيل استقلاله واستعادة دولته الجنوبية ، والنصر قادم .. والجنوب في أياد أمينة ، ولا نامت أعين الجبناء ، وللحديث بقية .